الدروس التكتيكية: كيف تجاوز منتخب المغرب ضغط تنزانيا ليحجز مقعدًا في نصف النهائي

نشرت:

كانت خبرة المغرب وحنكته التكتيكية العامل الحاسم، بعدما تغلب حامل اللقب مرتين على تنزانيا البلد المضيف بنتيجة 1-0 في دار السلام، ليحجز مقعده في نصف نهائي بطولة إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنرجيز، "باموجا" 2024.

 

قدّم عضو مجموعة الدراسات الفنية لـ"الكاف"، أوسكار رابسون ميرامبو، الذي حلل المباراة على ملعب، بنجامين مكابا، التفاصيل التكتيكية لما جرى في ربع النهائي.

 

أوضح، ميرامبو، لموقع CAFOnline.com أن الفارق كان في قدرة المغرب على التعامل مع الضغط مقابل قلة خبرة تنزانيا في مثل هذه المحطات.

 

 

 خبرة أمام منتخب يكتشف ربع النهائي

 

قال، ميرامبو: "تنزانيا لم تُهزم في دور المجموعات وحظيت بدعم جماهيري هائل. لكن مباريات الإقصاء شيء مختلف. يعرف المغرب هذه الأجواء جيداً؛ تحضيرهم الذهني والتكتيكي كان في مستوى أعلى. أما بالنسبة لتنزانيا، فهذا أول ربع نهائي لها على الإطلاق، وقد ظهرت قلة الخبرة بوضوح".

 

حافظ، المغرب، رغم الأجواء الصاخبة، على هدوئه، وامتص ضغط البداية قبل أن يضرب في منتصف الشوط الثاني بهدف أسامة المليوي.

 

 

 

 لحظة المغرب الحاسمة

 

لخص هدف، المليوي، في الدقيقة 65 جودة "أسود الأطلس".

قال، ميرامبو: "إنهاء لمسة أولى داخل منطقة مزدحمة، وببرودة أعصاب تحت الضغط، يعتبر نتيجة التدريب الفني والوعي التكتيكي الذي يُغرس منذ المراحل السنية المبكرة، لا يبدأ فقط في المنتخب الأول".

 

كان الأمر بالنسبة للمدرب المغربي، طارق السكتيوي، تنفيذًا لخطة بسيطة وفعالة: دفاع مدمج، انتظار اللحظة، ثم الضربة القاتلة.

 

 

 كسر ضغط تنزانيا

 

أظهر منتخب المغرب طوال المباراة كيف تنتصر الخبرة على الحماس.

أكد، ميرامبو: "حتى عندما ضغطت تنزانيا عاليًا، كان المغرب مرتاحًا. اللاعبون وجدوا مساحات صغيرة، استخدموا مهارتهم الفنية، ولعبوا من لمستين لتجاوز الضغط بسهولة".

 

هكذا تحوّل ضغط تنزانيا إلى مجهود بلا مكافأة، حيث كان وسط الميدان المغربي يُفكك المحاولات بذكاء ويحوّلها إلى هجمات مرتدة.

 

 

 غيابات بلا تأثير

 

كان تماسك منتخب، المغرب، رغم غياب مدافعين أساسيين، هو ما أثار إعجاب مجموعة الدراسات الفنية.

يشرح، ميرامبو: "لو شاهدت الأداء فقط، لما صدقت أن هناك غيابات. هذا هو أثر الفهم التكتيكي والانسجام. التنظيم الدفاعي كان مُحكمًا إلى درجة جعلت تسجيل هدف في مرماهم شبه مستحيل".

 

شدّد، السكتيوي، بدوره بعد اللقاء أن قوة المنتخب المغربي كانت في وحدته، وليس في الأسماء الفردية.

 

 

 خيارات تنزانية مُثيرة للجدل

 

بالنسبة لتنزانيا، فإن خيار المدرب، حمد سليمان، بالضغط العالي على المغرب ترك علامات استفهام.

أوضح، ميرامبو: "أرادوا مجاراة المغرب بندّية، بالضغط العالي بحثًا عن هدف مبكر، لكن أمام منتخب بجودة المغرب لم ينجح الأمر. ربما كان اللعب بكتلة متوسطة أو منخفضة مع الاعتماد على المرتدات سيمنحهم فرصة أفضل".

 

دافع، سليمان، مع ذلك، عن لاعبيه وهنأهم على شجاعتهم في مواجهة بطل قاري.

 

 

 معركة وسط الميدان

 

شكلت منطقة وسط الميدان مسرح الحسم. ثلاثي تنزانيا كافح بشراسة، لكن المغرب قطع مسارات التمرير ومنع أي بناء هادف للهجمات.

 

"سمح المغرب لتنزانيا بالشعور بالاستحواذ، لكنه أغلق المساحات المحورية، لذلك كانت الهجمات تتوقف قبل أن تصل إلى المهاجمين"، قال، ميرامبو.

 

 

ومن المفارقات أن هدف الفوز المغربي جاء بعد لحظة تمدّد فيها وسط مديان تنزانيا، تاركًا ثغرات استغلها "أسود الأطلس" بسرعة.

 

تنزانيا تستخلص الدروس

 

خرجت، تنزانيا، رغم الخسارة، بفخر ودروس ثمينة.

أكد، ميرامبو، في تصريحاته: "هذه أول مرة يصل فيها منتخب تنزانيا لربع نهائي مسابقة كبرى للرجال، وهذا إنجاز تاريخي بحد ذاته. يجب أن يصبح معيارًا جديدًا: ربع النهائي على الأقل في المستقبل".

 

رفع "نجوم الطايفة"، من مكانة الكرة التنزانية بعد البقاء بلا هزيمة في دور المجموعات وأمام 41 ألف متفرج، وأعطوا الأمل لجماهيرهم.

 

 ماذا بعد؟

 

يتقدم منتخب المغرب لمواجهة حامل اللقب، منتخب السنغال، في نصف النهائي بكامبالا، يوم الثلاثاء 26 أغسطس، فيما تنتهي رحلة تنزانيا بكرامة وتفاؤل.

 

أضاف، ميرامبو، في كلامه: "المغرب اعتمد على الخبرة واقتنص اللحظة الحاسمة. أظهرت تنزانيا شجاعة لكنها تعلمت الحقيقة القاسية: في هذا المستوى، الانضباط التكتيكي والخبرة هما من يحسمان المباريات".