فرانسيس مزيزي.. "من الدراجة إلى السيارة الفاخرة" قصة بروز الأيقونة التنزانية

نشرت:

خطف المهاجم الشاب، فرانسيس كليمان مزيزي، الأضواء في ملعب "بنجامين مكابا" أحد ملاعب بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنيرجيز، 2024، ليُساهم في قيادة منتخب بلاده تنزانيا لأول مرة في التاريخ إلى الدور ربع النهائي من المسابقة، بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة وروحه الكفاحية داخل المستطيل الأخضر.

 

رفض صاحب الهدفين في شباك منتخب مدغشقر، والذي حصد جائزة رجل المباراة، المقدمة من طرف الراعي الرسمي "توتال إنيرجيز"، الإكتفاء فقط بكتابة اسمه بين أبرز اللاعبين الصاعدين في البطولة، بل أصبح رمزًا للجماهير التنزانية التي تعلقت به وبمنتخبها الوطني بشكل غير مسبوق.

 

يفتح، مزيزي، في هذا الحوار الحصري، قلبه لموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم CAFonliine.com، ويتحدث عن تألقه، طموحاته المُستقبلية، عن علاقته المميزة بمدربه في المنتخب التنزاني، حمد سليمان، الذي يعتبره بمثابة الأب، كما نستعرض شهادة المدرب نفسه في حق لاعبه الذي أصبح أيقونة جديدة في سماء الكرة التنزانية.

 

 بداية الحكاية وخطوة الألف ميل

 

بدأ المهاجم، فرانسيس مزيزي، في بداية حديثه، عن الأداء الذي يقدمه مع منتخب "نجوم الطايفة" في بطولة "شان" توتال إنيرجيز، 2024.

 

"أشكر الله على كل شيء، بالنسبة لي شيء كبير ما قدمته في بطولة "شان"، توتال إنيرجيز، كل اللاعبين يتمنون أن يحققوا مشوار لاعبا كبيرا، أعرف أن الجماهير التنزانية تنتظر مني الكثير، وأحاول المكافحة من أجل تقديم كل ما لدي بألوان المنتخب الوطني".

 

تعكس تصريحات صاحب 21 سنة، تواضعه الكبير وإيمانه العميق بأن النجاح لا يأتي من فراغ، بل هو نتاج إصرار وصبر ودعم جماهيري لا يتوقف.

 

 طموح بلا حدود: من الحلم إلى العالمية

 

تحدث، مزيزي، عن أحلامه المستقبلية، بتفاؤل كبير، وابتسامة عريضة من مدرب المنتخب التنزاني، حمد سليمان، الذي كان بجواره أثناء إجراء الحوار، حيث قال: "طموحي كبير وإن شاء الله سأصل إلى مستوى أفضل، وأقوم بتقديم أكثر مما أقدمه حاليا، وأنا أصبح لاعبا كبيرا... لاعبا عالميا".

 

تختزل هذه الكلمات شخصية المهاجم التنزاني الشاب، الذي يرى نفسه في قادم السنوات ضمن صفوف أبرز الأندية العالمية، مستندًا إلى ما يقدمه اليوم من مستويات لافتة في بطولة "شان"، توتال إنيرجيز 2024.

 

 علاقة استثنائية مع مدربه في المنتخب

 

لم يخفِ، مزيزي، مهاجم نادي يونغ أفريكانز التنزاني، حجم الامتنان لمدربه في المنتخب الوطني، حمد سليمان، إذ قال:

"شكرا لله أولا، وثانيا أعرف جيدا ما قدمه لي المدرب، حمد سليمان، ولن أنسى مساعدته، هو بالنسبة لي أكثر من مدرب بل بمثابة الأب، قدم لي كل المساعدة، لقد بدأنا من أول خطوة، الأمر كان صعبا".

 

أَضاف: "ساعدني وعلمني من أجل الوصول إلى المستوى العالي، أشكر المدرب على كل شيء".

 

كانت هذه العلاقة الإنسانية القوية بين اللاعب ومدربه، بمثابة نقطة تحوّل كبيرة بالنسبة للمتألق، مزيزي، الذي يتجه ليكون أحد أهم مفاجآت البطولة الجارية في شرق إفريقيا.

 

 دعم كبير يتجاوز حدود الملعب

 

واصل، مزيزي، حديثه عن مدربه وعلاقته معه قائلا: "حقيقة لقد ساعدني المدرب، حمد سليمان، حتى في أمور عائلية، دائما أشكره على منحي فرصة الوجود في المنتخب ومساهمته في ظهوري. أتذكر مقولته وكلامه بخصوص أنني لن أقود الدراجة مستقبلا بل سيارة فاخرة. سألعب دائما لما يعطيني الفرصة بكل قوة لرد جميله والثقة التي وضعها في شخصي، هناك ثقة متبادلة بيننا، هذا ما يجعلنا ننجح".

 

أبرز اللاعب الشاب، دور المدرب كقدوة ومُوجه حقيقي، إذ لم تقتصر علاقتهما على الجانب الفني، بل تجاوزت ذلك إلى تقديم الدعم النفسي والإنساني للاعبه الشاب.

 

 

 شهادة المدرب حمد سليمان: "مزيزي بمثابة ابني"

 

تحدث المدرب، حمد سليمان، من جهته، في تصريحاته لموقع CAFonline.com، هو الآخر بكلام مؤثر عن لاعبه قائلا:

"أعتبر مزيزي هو بمثابة ابني، أنا من منحته الفرصة مع منتخب تحت 20 سنة، في الأول لما استدعيته لا أحد كان يثق في إمكاناته، بعد التربصات والتحضيرات التي خضناها معا، أنتم تشاهدونه، لقد جلبت أخصائي نفسي من أجل الحديث معه ومساعدته".

 

واصل المدرب التنزاني كلامه قائلا: "قلت له أنت تملك شيء في كرة القدم مستقبلا، وأتذكر جيدا العبارة التي قلتها له: "لن تقود دراجة مستقبلا بل ستقود سيارة فاخرة"، والآن ترون أن اللاعب يقدم مستوى جيد".

 

يكشف تصريح، مزيزي، عن رؤية المدرب وثقته الكبيرة في لاعبه منذ اللحظة الأولى، وكيف آمن بقدراته رغم الشكوك التي كانت تحيط به.

 

 مزيزي والجماهير: عشق متبادل

 

لم يكن تألق المهاجم الشاب مجرد حدث عابر، بل تحول إلى قصة حب بينه وبين الجماهير التنزانية، التي رأت فيه أملًا جديدًا لكرة بلادها. ساهمت أهدافه وتمريراته الحاسمة بشكل مباشر في قيادة المنتخب إلى الدور ربع النهائي من بطولة "شان" توتال إنيرجيز 2024، حيث سيواجه منتخب المغرب في قمة واعدة.

 

بداية أسطورة جديدة

 

تفرض قصة المهاجم الدولي التنزاني، فرانسيس كليمان مزيزي، نفسها ليس لتكون مجرد تألق في بطولة قارية، بل هي بداية مسيرة لاعب استثنائي يملك كل المقومات ليصبح اسمًا عالميًا في المستقبل. فبين دعوات الجماهير التنزانية، ودعم مدربه، حمد سليمان، الأبوي، وإصراره الكبير على التطور، يكتب، مزيزي، أولى صفحات مجده الكروي، في رحلة قد تجعله أحد أبرز نجوم الكرة الإفريقية مستقبلا.