ميشال تولدو: الحارس المخضرم الذي حول مدغشقر إلى جدار إفريقي

نشرت:

يبرز منتخب مدغشقر، في بطولة يسيطر عليها عمالقة كرة القدم والمنتخبات الإقليمية القوية، كممثل وحيد لمنطقة جنوب إفريقيا في نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنيرجيز، 2024.

 

تحمل، مدغشقر، على الخريطة وحدها فخر منطقة بأكملها وصلابة أمة اعتادت الكفاح ضد الصعاب.

 

وفي قلب هذه القصة يقف، رامانديمبيسوا لالين أريجاكا ميشال، البالغ 39 عامًا، المعروف أكثر في إفريقيا باسم "تولدو".

 حارس مرمى رفض السقوط

 

لم يكن حارس المرمى، تولدو، أقل من استثنائي. فقد لعب كل دقيقة في دور المجموعات والدور ربع النهائي، ليصبح الصخرة التي لم يتمكن مهاجمو المنتخبات الأخرى من تجاهلها.

 

* 480 دقيقة كرة قدم حرسها بهدوء وثقة.

* 15 تصديًا حددت نتائج المباريات.

* الحفاظ على نظافة شباكه مرتين دعمتا آمال مدغشقر.

* ثلاث جوائز متتالية لأفضل لاعب في المباراة، توتال إنيرجيز، التي توجت سيطرته.

 

كان الجدار الحي بين مدغشقر والخروج من البطولة من البداية إلى النهاية.

 تحدى الصعاب مباراة تلو الأخرى

 

جاءت اللحظة الفاصلة أمام موريتانيا. بعد أن تقلص المنتخب إلى 10 لاعبين، كان يعتقد الجميع أن مدغشقر سيبدو ضعيفا، لكن، تولدو، حول الضغط إلى منصة شخصية.

 

قاد، تولدو، منتخب بلده للتعادل السلبي، تصدي بعد تصدي. واتبعت المباراة التالية مع جمهورية إفريقيا الوسطى نفس السيناريو، اتزان، شجاعة، وجائزة أفضل لاعب، توتال إنيرجيز، مرة أخرى.

 

رفع المعايير أمام بوركينافاسو، أكثر مع سبعة تصديات حاسمة، مؤمنًا الفوز 2-1 الذي ضمن لهم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.

 

لم ينجح سوى مضيفي تنزانيا في اختراق حمايته، مُسجلين هدفين، لكن حتى في الهزيمة، برزت قيادته وصلابته.

 

قدم في ربع النهائي، يوم الجمعة 23، تصديات رائعة خلال الوقت الأصلي لمنع منتخب كينيا المضيفة من التقدم قبل أن تؤمن مهاراته في ركلات الترجيح مكانه الثاني على التوالي في نصف النهائي.

 "هذا من أجل شعبي"

 

قال، تولدو، في حواره مع CAFOnline.com:

"أشعر بفخر عميق. الحصول على هذه الجائزة ثلاث مرات ليس بمحض الصدفة، بل نتيجة العمل الجاد وجهد الفريق الجماعي. أُهدي هذا التقدير لعائلتي ولجميع الشعب الملغاشي."

 

 النادي الذي صقل القائد

 

لا يمكن سرد قصة تولدو دون ذكر نادي إلغيكو بلس، بطل مدغشقر الحالي.

 

يجسد هذا النادي بعد فوزه ببطولة الدوري وكأس مدغشقر، روح الاستمرارية والصمود نفسها التي يظهرها تولدو في الملعب.

 

شقوا طريقًا، معًا لطموح كرة القدم الملغاشية.

 فخر جزيرة وروح قارة

 

ليست النجاحات في بطولة "شان"، توتال إنيرجيز، غريبة على مدغشقر، حيث وصل منتخب "الباريا" إلى ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، 2019، وحقق المركز الثالث في بطولة "شان"، توتال إنيرجيز 2022.

 

لكن هذا العام مختلف، إذ يقف منتخب مدغشقر كممثل وحيد لمنطقة "كوسافا"، الوحيد في الأربعة الكبار، حاملين آمال المنطقة بأكملها.

 

قال تولدو: "اللحظة الأكثر روعة كانت بلا شك تأهلنا إلى ربع النهائي. إنها مصدر فخر كبير لنا ولمدغشقر."

 

 التاريخ المكتوب بالقفازات

 

ما يجعل هذه الرحلة استثنائية ليس التصديات أو الإحصائيات فحسب، بل قصة حارس يبلغ 39 عامًا يرفض التخلي عن حلمه.

 

بالنسبة لمنتخب مدغشقر، كان، تولدو، أكثر من لاعب؛ لقد كان رمزًا وتذكيرًا بأن العزلة لا تعني الانعزال، بل منصة للجرأة.

 

أضاف: "لقد كان أداءً تاريخيًا. إنه يظهر أن مدغشقر تتقدم ولها مكان بين أفضل المنتخبات. سنبذل كل شيء للذهاب أبعد."

 

مع تقدم أدوار بطولة «شان»، توتال إنيرجيز 2024، تبقى حقيقة واحدة: في قلب رحلة مدغشقر يقف، تولدو، المخضرم الذي حول الجزيرة إلى حصن، والوحدة إلى مجد.