كأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة توتال إنيرجيز المغرب 2025: مالي وبوركينافاسو في صدام ناري في نصف النهائي

تتجاوز بعض المباريات الإطار البسيط للبطولات، ويُعد نصف نهائي كأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة، توتال إنيرجيز، المغرب 2025، بين بوركينافاسو ومالي، المقرر مساء الثلاثاء 15 أبريل، من هذه المواجهات الخاصة. دولتان جارتان، وتقاليد فخرية في تطوير المواهب الشابة، وفريقان يعرفان بعضهما جيدًا، ويحترمان بعضهما دون خوف.
البداية كانت في باماكو
تضفي خلفية هذه المواجهة على اللقاء المزيد من الإثارة. التقى المنتخبان مرتين في مباريات ودية خلال فترة التحضير في باماكو (فازت بوركينا فاسو 2-1، ثم تعادلا المنتخبان 1-1)، وذلك قبل التوجه إلى المغرب. يقول مدرب بوركينا فاسو، أوسكار بارو: "نحن على دراية بنقاط قوتهم. لديهم لاعبين موهوبين جدا، لكننا نملك أيضا مرجعياتنا". ومع ذلك، لا مجال للاسترخاء: "منتخب مالي تغيّر، وكذلك نحن. سنحتاج إلى التكيّف وأن نكون حاضرين ذهنيا وتكتيكيا".
دولتان وفلسفة لعب واحدة مشتركة
يعترف مدرب بوركينافاسو بإعجابه بمنتخب مالي. "يملكون منتخب هجومي يتمتع بتماسك رائع. يمكنك أن تلاحظ أنهم نشأوا معا في أكاديميات النخبة". أسلوب مالي الانسيابي والعمودي والتقني، يتناقض مع القوة والفعالية التي يتميز بها تنظيم بوركينا فاسو المتماسك. المعركة التكتيكية تُعد بأن تكون شيقة للغاية.
واصل المدرب، بارو، كلامه قائلا: "لم أنم كثيرا في الأيام الماضية. أُعيد مشاهدة مبارياتهم باستمرار. كل منافس يتطلب تحضيرا مخصصا، وهذه المواجهة على وجه الخصوص جادة للغاية".
يبدو مدرب منتخب مالي، أداما ديفلا، على الجهة المقابلة، هادئا ومنهجيا، وشبه محصن ضد الضغوط. يعرف منتخبه جيدًا، وقد تم تشكيله وفقًا للمبادئ التي أرساها الجهاز الفني المالي منذ مستوى تحت 13 سنة، وهم مجهزون جيدا لهذا النوع من التحديات.
قال، أداما ديفلا، في كلامه: "نعرف منتخب بوركينا فاسو. لعبنا أمامه في فترة التحضيرات وراقبناهم هنا. إنهم يضغطون عاليًا، ويلعبون بكثافة، ويسددون بسرعة. لكننا نثق أيضًا في قوتنا".
"إنهم فتيان أذكياء. نعم، موهوبون، لكن الأهم أنهم يتعلمون بسرعة. لقد استوعبوا فلسفتنا على مرّ السنين. لن نطلب منهم تغيير أسلوبهم لمجرد أننا في نصف النهائي. سنلتزم بما نُجيده: لعب كرة القدم بطريقتنا".
درّب، ديفلا، عدة أجيال من "النسور الصغار"، وهو يعلم أن السيطرة لا تتعلق فقط بالمهارة الفنية. "هذا المنتخب يعرف كيف يصمد عند الحاجة. يعرف كيف يُغلق المساحات عندما يتطلب الأمر. التحدي الحقيقي هو الحفاظ على الهدوء في اللحظات الحاسمة".
تاريخ.. لكن لا حاجة للثأر
تعتبر مباراة مالي أمام بوركينافاسو أيضًا قصة من التنافس. فازت مالي في نسخة 2023، في دور المجموعات، قبل أن تردّ بوركينافاسو بفوزها في مباراة تحديد المركز الثالث. لكن هذه المرة، لا مكان للثأر. يقول ديفلا: "هذه جيل مختلف".
"هذه المباراة لا تتعلق بتصفية الحسابات أو إثبات أي شيء. إنها تحدٍّ جديد تمامًا".