سيباستيان سياني: "التتويج بكأس أمم إفريقيا توتال إنيرجيز هو الجائزة الكبرى"

كان الدولي الكاميروني السابق، سيباستيان سياني، أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب، هوغو بروس، خلال تتويج الكاميرون بلقب كأس أمم إفريقيا، الغابون 2017، توتال إنيرجيز، حيث كان وسط الميدان الكاميروني، أحد المهندسين الرئيسيين لهذا الإنجاز.
يتذكر الجميع هدفه الحاسم في مرمى غينيا بيساو خلال الجولة الثانية من دور المجموعات، وهو الهدف الذي قلب مجريات مباراة بدأها "الأسود غير المروضة" بشكل سيئ، قبل أن ينتصر بنتيجة 2-1، ليبقي على طريق التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
كان، سياني، هو من مرر كرة رائعة إلى القائد، فينسنت أبو بكر، مسجلاً الهدف الحاسم في النهائي أمام مصر، ليقود الكاميرون إلى انتصار 2-1 والتتويج باللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخها.
تمكن، سياني، بفضل مهاراته الفنية الاستثنائية، وقوته البدنية، ورؤيته الثاقبة، من إضفاء القوة والذكاء على خط وسط ميدان منتخب الكاميرون.
بعد مرور ثماني سنوات على هذا التتويج التاريخي، لا يزال، سياني، متأثراً بشدة بتلك اللحظة، التي تمثل بلا شك أبرز محطة في مسيرته، حيث يصفها بـ"الكأس المقدسة".
تحدث، سياني، في حوار مع موقع CAFOnline، عن هذا الإنجاز الملحمي، وكشف أسرار التتويج المفاجئ لمنتخب كاميروني لم يكن مرشحًا بارزًا قبل انطلاق النهائيات.
CAFOnline: ماذا يعني للاعب الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز؟
سيباستيان سياني: الفوز بكأس أمم إفريقيا هو حلم كل لاعب إفريقي. إنها بطولة تجمع أفضل المنتخبات في القارة وتحمل قيمة كبيرة لبلداننا، وعائلاتنا، وجماهيرنا.
إنه يمثل تتويجًا لسنوات من العمل والتضحيات، وهو فخر هائل لشعب بأكمله. إنها الجائزة الكبرى.
هل كنت تؤمن بإمكانية التتويج منذ البداية مع العديد من التغييرات في التشكيلة قبل نسخة 2017 وتواجد عدد من اللاعبين الشباب ؟
في البداية، لم يؤمن الكثيرون بنا بسبب غياب العديد من اللاعبين البارزين. لكن داخل المجموعة، كنا متحدين وعازمين على إثبات أن الكاميرون لا تزال تملك الإمكانيات. نجح المدرب، هوغو بروس، في غرس عقلية عدم الاستسلام لدينا.
هل كان التأهل إلى الدور الثاني على حساب البلد المضيف اللحظة التي بدأتم فيها تصديق إمكانية التتويج؟
نعم، بالتأكيد. تجاوز دور المجموعات بإقصاء الغابون على أرضه عزز ثقتنا بأنفسنا. بدأنا نؤمن بإمكانية الذهاب بعيدًا. كان ذلك نقطة تحول نفسية للمنتخب، ولا يمكننا أن ننسى تألق الحارس، أوندوا، الذي أبقانا في المنافسة.
لم يكن الكثيرون يتوقعون تأهلكم في ربع النهائي أمام السنغال ، لكنكم انتصرتم. هل كانت هناك تحضيرات خاصة لهذه المباراة؟
كان منتخب السنغال منتخبا رائعًا يضم نجومًا مثل ساديو ماني، كوياتي وكوليبالي...
كنا نعلم أننا بحاجة إلى مباراة مثالية. حضرنا المدرب، هوغو بروس، ذهنيًا وتكتيكيًا، وعملنا على الانضباط الدفاعي والتضامن، وهو ما أثمر في النهاية.
فزتم خلال نصف النهائي أمام غانا، التي كانت تملك منتخبا قويًا أيضًا، فزتم 2-0. ما هو مفتاح الانتصار آنذاك؟
غانا بلد كبير في كرة القدم، لكننا شعرنا أنهم لم يكونوا متعطشين للفوز مثلنا. كانت لدينا دافعية إضافية، وتضامننا على أرض الميدان في الملعب صنع الفارق.
كيف كان العمل مع هوغو بروس؟ وما نوع المدرب الذي هو عليه؟
هوغو بروس مدرب هادئ وبراغماتي. كان يعرف كيف يستمع إلينا ويفهمنا ويخرج أفضل ما لدينا. كان يمنح اللاعبين حرية كبيرة لكنه في الوقت نفسه يفرض الانضباط الجماعي.
ما هو سر النجاح في نهائيات 2017 بالنسبة لك؟
السر كان وحدتنا. لم يكن لدينا الأسماء الكبيرة، لكننا كنا منتخبا حقيقيًا. الجميع لعب من أجل المجموعة، ووضعنا الأنا جانبًا من أجل الكاميرون. بعد الفوز على السنغال في ربع النهائي، أدركنا أنه إذا تمكنا من التغلب على منتخب قوي كهذا، فكل شيء ممكن. لم نضع ضغطًا على أنفسنا على المدى الطويل، بل ركزنا على كل مباراة بمفردها.
من هي الشخصيات البارزة التي كانت في غرفة الملابس آنذاك؟
لاعبون مثل، بنيامين موكاندجو، نيكولا نكولو، وفينسنت أبو بكر، كانوا قادة بالفطرة. رغم صغر سن تشكيلة المنتخب، لعب كل شخص دوره في الحفاظ على توازن المجموعة. كنت أنا الأكبر سنًا [يضحك].
سجلت هدفًا مهمًا أمام غينيا بيساو في الجولة الثانية من دور المجموعات. حدثنا عن هذه اللحظة.
كانت لحظة لا تُنسى. وصلتني الكرة على حافة منطقة الجزاء من، كابي بنيامين (موكاندجو)، الذي يعرف جيدًا قدرتي على التسديد، فسددتها من دون تردد. رؤية الكرة تسكن الشباك كانت لحظة فرح لا توصف. هذا الهدف غيّر ديناميكية المباراة. قدمنا شوطًا أول سيئًا للغاية، وكان من غير المقبول الخسارة أمام غينيا بيساو. نجح، نغاديو، في تسجيل هدف الفوز بتمريرة من، باسوجوج.
كيف كانت حالتكم النفسية خلال النهائي أمام مصر؟ هل كنتم هادئين أم متوترين؟
كنا هادئين لكن مركزين. كنا نعلم أن مصر تمتلك الخبرة، لكننا كنا مصممين على كتابة تاريخنا الخاص. شعرنا أنه ليس لدينا ما نخسره.
هدف، نكولو، الذي سمح لنا بتعديل النتيجة، وهدف، فينسنت أبو بكر، الذي قدمت له التمريرة الحاسمة، قاداكم إلى اللقب. حدثنا عن هذه اللحظات.
عندما سجل، نكولو، منحنا ذلك دفعة معنوية كبيرة. كنا سعداء جدًا من أجله نظرًا لوضعه خلال النهائيات (كان بديلاً) وسلوكه المثالي.
أما هدف فينسنت، فكان رائعًا. لم أتردد للحظة في تمرير الكرة له، لأننا تحدثنا عدة مرات وطلب مني ألا أتردد عندما يكون في الهجوم.
عندها علمنا أن الكأس أصبحت لنا. لقد كسرنا عقدة الخسارة أمام مصر التي يقودها، محمد صلاح.
ما معنى التكريم المؤثر لمارك فيفيان فوي، الذي ارتديتم رقم 17 تكريمًا له بعد التتويج؟
يظل، مارك فيفيان فوي، أسطورة في كرة القدم الكاميرونية. كان هذا التكريم وسيلة لتذكيره بأنه لا يزال جزءًا من تاريخنا. كان رجلًا عظيمًا.
ما هي أفضل ذكرياتك خلال تلك البطولة؟
اللحظات التي عشتها مع المنتخب، الاحتفال بعد النهائي، والاستقبال الرائع من جماهيرنا عند عودتنا للوطن.
كل النهائيات التي يتم التتويج بها تحمل طابعًا من المواقف الطريفة. هل يمكنك مشاركة بعض الذكريات معنا؟
تحدثت مع، كوياتي وكوليبالي، خلال مباراة السنغال، وسألاني إن كان مهاجمنا (نديب تامبي) مهاجمًا حقًا! لقد دافع بقوة غير عادية. كان وحشًا بالنسبة لدفاع المنافس، وقد أفادنا كثيرًا.
كيف كان استقبال الجماهير والرئاسة لكم عند عودتكم؟
كان استقبالًا لا يُصدق. رؤية بلد بأكمله يحتفل بانتصارنا كانت لحظة مؤثرة. الشعب نام في المطار ورافقنا لمسافة تقارب 40 كيلومترًا عند وصولنا، كان أمرًا لا يصدق.
أما الاستقبال في الرئاسة، فكان شرفًا كبيرًا. لقاء رئيس الجمهورية كان امتيازًا.
إنه مصدر فخر هائل. هذا الفوز سيظل محفورًا في قلبي إلى الأبد. لا توجد كلمات قوية بما يكفي لوصفه.
تتواجد، الكاميرون، في كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، المقبلة، في المجموعة السادسة مع كوت ديفوار، الغابون وموزمبيق. ما تقييمك لهذه المنتخبات؟
ستكون مجموعة صعبة إلى حد ما، لكن الكاميرون تمتلك الخبرة لتجاوزها. علينا فقط الحفاظ على الجدية في كل مباراة حتى لا نتفاجأ. لم يعد هناك منتخبات صغيرة في المنافسات الدولية.
هل تمتلك الكاميرون فرصة للفوز كما فعلت في 2017؟
نعم، إذا لعبوا كفريق واحد وحافظوا على تركيزهم على الهدف، فكل شيء ممكن. الكاميرون بلد المنافسين، وحتى عندما لا نزأر بصوت عالٍ، نظل "الأسود غير المروضة".
بصفتك بطلاً سابقًا، ما هي أسرار التتويج بكأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز؟
الانضباط، التضامن، والعزيمة. يجب أن تؤمن بنفسك وتلعب من أجل المجموعة، من أجل الوطن. ربما هناك أسرار أخرى، لكن هذه أساسية.
كأس أمم إفريقيا بطولة خاصة. تعكس شغف وروح كرة القدم الإفريقية. في رأيي، هي أهم لقب لأي إفريقي يعشق الرياضة.