المغرب - نيجيريا: نهائي عهد جديد في كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز 2024

سيكون ملعب "الأولمبي" بمدينة الرباط، مساء السبت 26 يوليو، بدءا من الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي، على وقع مواجهة تاريخية: نهائي النسخة الـ13 من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز 2024، يجمع بين، المغرب ونيجيريا،. صدام بين عملاقين من عمالقة كرة القدم النسوية في إفريقيا، في أجواء مشحونة بالحماس، أمام جماهير مغربية تطمح إلى تتويج غير مسبوق على أرض الوطن.
تميزت نسخة هذا العام بالصعود اللافت لـ"أسود الأطلس" بقيادة المدرب، خورخي فيلدا، في حين يسعى المنتخب النيجيري بقيادة، جوستين مادوغو، إلى إحراز اللقب القاري العاشر في تاريخه. تعد المواجهة بين منتخب مغربي طموح، ومنتخب نيجيري يملك خبرة البطولات، بنهائي كبير مليئ بالإصرار، الفخر والشغف.
ملعب أسطوري لنهائي مُثير
يُعد ملعب الأولمبي، الذي يتّسع لـ21 ألف متفرج، مسرحًا مثاليًا لهذا الموعد الكبير. قال المدرب الإسباني، خورخي فيلدا:
"اللعب أمام جماهيرنا يمنحنا طاقة هائلة. هذا الملعب ليس مجرد ميدان، بل هو ساحة تتحقق فيها أحلامنا"،
مُدركًا تمامًا أهمية هذه المباراة بالنسبة لمنتخبه.
يعلم المدرب النيجيري، جوستين مادوغو، من جانبه، أنه يتعين على منتخبه تجاوز الضغط الجماهيري:
"ندرك أهمية المباراة وحماس الجماهير المغربية. لكن لاعباتنا لديهن خبرة المباريات النهائية الكبرى، ويعرفن كيف يتعاملن مع هذا النوع من التحديات".
المغرب: ثورة كروية تمضي بخطى ثابتة
تبلغ "لبؤات الأطلس" للمرة الثانية تواليا، النهائي، مؤكّدات بذلك مكانتهن الجديدة كقوة كبرى في القارة. أسلوب لعب جماعي منظم، بقيادة المدرب، خورخي فيلدا، يمتاز بالانسيابية، والانضباط التكتيكي وروح الكفاح.
وقال فيلدا: "قوتنا تكمن في تماسكنا. عملنا بجد، وكل لاعبة تعرف تمامًا ما يُطلب منها على أرضية ميدان الملعب".
نجح، فيلدا، بفضل تجربته السابقة مع منتخب إسبانيا النسوي، في غرس روح الانضباط والكفاح في منتخب بدأ في اكتشاف هويته الخاصة.
يعتمد هجوم المنتخب المغربي على مواهب لامعة مثل، غزلان الشباك، وابتسام الجريدي، القادرتين على تغيير مجريات اللعب في أي لحظة. هذه المباراة تمثّل كذلك مرحلة رمزية في مسار تطور كرة القدم النسوية بالمغرب، مدعومة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وبنية تحتية حديثة.
نيجيريا: العملاق الإفريقي الذي لا يزال يرعب الجميع
لطالما مثّل منتخب نيجيريا مرجعًا لكرة القدم النسوية الإفريقية. مع 9 ألقاب في رصيده، يفرض منتخب نيجيريا الاحترام دائمًا. منتخب عريق، مليء بالأجيال الذهبية وثقافة الفوز المتأصلة.
يراهن المدرب، جوستين مادوغو، على توازن بين عنصري الخبرة والشباب:
"نملك مجموعة من اللاعبات المتحمسات، وهنّ مدركات تمامًا لحجم الضغط في النهائي. وهنّ على استعداد لتقديم كل شيء".
اعتاد منتخب نيجيريا على رفع مستواه كلما اشتدّت المنافسة. بفضل تنظيمه الجماعي، قوته البدنية وفعاليته في الهجمات المرتدة، يبقى من بين المنافسين الأخطر في القارة.
تُشكّل هذه المباراة فرصة جديدة لكتابة فصل جديد في تاريخهن، والرد على من يشكّك في استمرارية هيمنة كرة القدم النسوية النيجيرية.
المعركة التكتيكية: فيلدا أمام مادوغو
يخوض، خورخي فيلدا، وجوستين مادوغو، من على دكة البدلاء، صراعًا تكتيكيًا حقيقيًا. الأول، معروف بأسلوبه المنهجي، أدخل انضباطًا صارمًا في أداء المغرب، مع تركيزه على امتلاك الكرة والضغط الذكي.
يعتمد الثاني، مدرب نيجيريا، على أسلوب مباشر وسريع، يستغل سرعة مهاجماته وقوتهن البدنية. هذا التباين يجعل من المواجهة أكثر إثارة.
وقال، فيلدا: "ستكون مباراة عالية الوتيرة، حيث ستحسم التفاصيل الصغيرة. علينا التصدي لقوتهم وفرض إيقاعنا".
أكد، مادوغو: "نعرف أن المغرب منتخب قوي، لكن لدينا خطتنا الخاصة، وثقتنا تتزايد من مباراة لأخرى".
الرهانات والبُعد الرمزي للمواجهة
سيمثل الفوز بالنسبة للمغرب تتويجا تاريخيا، هو الأول في تاريخ الكرة النسوية الوطنية. وسيكون ذلك دليلا على بروز قوة إفريقية جديدة قادرة على منافسة كبار القارة.
وقال، فيلدا: "هذه ليست مجرد مباراة، بل رسالة موجهة لكل البلاد. كرة القدم النسوية تتقدم بخطوات كبيرة، وهذه المباراة النهائية فرصة لنُظهر للعالم أننا نستحق مكاننا".
يتعلق الأمر بالنسبة لنيجيريا، بالإرث والكبرياء. فالفوز بلقب عاشر سيُعزّز من مكانة المنتخب كمرجع قاري، ويؤكد هيمنته. كما يمثل فرصة لإثبات أنهن ما زلن في القمة، رغم تطور باقي المنتخبات.
لا يقتصر الأمر على مواجهة بين منتخبين، مساء السبت 26 يوليو، في ملعب الأولمبي بالرباط، ، بل هو فصل جديد يُكتب في تاريخ كرة القدم النسوية الإفريقية، بين ماضٍ مجيد ومستقبل واعد. نيجيريا، حاملة إرث الانتصارات، والمغرب، رمز النهضة الطموحة، سيقدمان عرضا قويا، تكتيكيا وحماسيا.
تعد ضربة البداية لهذا النهائي المنتظر بليلة استثنائية، مفعمة بالمشاعر، حيث يمكن لكل تمريرة، وكل تدخل، وكل تسديدة أن تغيّر مصير هذا الموعد الكبير.