جنيفر كودجو بوصلة منتخب غانا للسيدات

تركت الغانية، جنيفر كودجو، في أول ظهور لها في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات، توتال إنيرجيز، بصمة قوية. فقد تم اختيارها "لاعبة المباراة" في مواجهة منتخب غانا أمام مالي (1-1)، الجمعة 11 يوليو، حيث أبهرت المتابعين بحضورها اللافت وأدائها المميز في خط وسط ميدان مع المنتخب الغاني.
كانت، كودجو، موقوفة في المباراة الأولى أمام جنوب إفريقيا، واكتفت بمتابعتها من المدرجات. لكن خلال المباراة التالية، مساء الجمعة، في بركان، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة، غنّت النشيد الوطني الغاني بقلب مفتوح، قبل أن تقدم كل ما لديها في خدمة منتخب بلادها. وقالت بعد اللقاء: "هذه أول كأس أمم إفريقيا للسيدات أشارك فيها. حين غنّيت النشيد، فكّرت في عائلتي، وفي من يهمّني أمرهم، وقلت لنفسي: يجب أن أكون 100%. أنا ممتنة، وقد أتى ذلك بثماره اليوم".
دور محوري على أرضية الميدان وفي غرفة الملابس
كانت، كودجو، شعلة نشاط في شوط أول ممتاز للمنتخب الغاني. فنيًا مُتقنة، حاضرة دائمًا في التمرير، ربطت بين الدفاع والهجوم بفعالية. في الصراعات الثنائية، وقفت نِدًا للاعبات الماليات القويات بدنيًا. وبعد هدف التعادل الذي سجلته، آيساتا تراوري، في الدقيقة 52، حين بدأت المباراة تتجه نحو التوتر، كانت هي من حافظ على توازن المنتخب الغاني، مؤازِرةً زميلاتها الشابات، كما فعلت مع، كومفورت ييبوواه، التي تلقت بطاقة صفراء، حيث توجهت إليها بكلمة ولمسة لتُعيدها إلى جو المباراة.
تابعت، كودجو، كلامها: " كنت أعرف من خلال متابعتي للمباراة الأولى من المدرجات، أنه إذا سنحت لي الفرصة، فعليّ أن أقدم الإضافة، أن أجلب التوازن. أنا سعيدة جدًا لأنني خضت أخيرًا كأس أمم إفريقيا للسيدات. إنه حلم تحقق".
قال مدرب المنتخب الغاني، كيم بيوركيغرين، عن أدائها: "لقد منحتنا الطاقة في وسط الميدان. كنا بحاجة إلى قيادتها، وقد أظهرت كل جودتها."
مسيرة تقودها إلى التميّز
وُلدت، جنيفر، في أكرا، ونشأت على خطى شقيقتها الكبرى، إليزابيث كودجو، إحدى رائدات كرة القدم النسوية الغانية. لكنها منذ بداياتها، لم تسعَ إلى التقليد، بل أرادت أن تكتب قصتها الخاصة، وأن ترفع اسم، كودجو، إلى آفاق أعلى، في غانا وخارجها.
غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهي في 18 من عمرها، ونجحت في التوفيق بين الدراسة وكرة القدم. بدأت في كلية نورث إيسترن أوكلاهوما، ثم انتقلت إلى جامعة مين في فورت كِنت، حيث حصلت على شهادة في المحاسبة. وخلال تلك السنوات، توالت الجوائز: أفضل لاعبة في الـNJCAA سنة 2014، "ALL-AMERICAN"، بطلة وطنية جامعية سنة 2016... وفي عام 2015، اختارتها الصحافة الرياضية الغانية "رياضية العام" في فئة السيدات.
خاضت، كودجو، تجربة احترافية في الولايات المتحدة الأمريكية، مع أندية مثل "كاليفورنيا ستورم"، و"آشفيل سيتي إس سي"، قبل أن تلعب ثلاث مواسم في دوري NWSL مع "غوثام إف سي" (نيويورك)، ثم انتقلت إلى الدنمارك مع "إف سي نوردشيلاند"، وتلعب حاليًا في فريق "دي سي باور" بالعاصمة واشنطن. وتقول عن ذلك: "أحب واشنطن. إنها مدينة ذات أغلبية من الأمريكيين من أصل إفريقي، أشعر فيها وكأنني في وطني. هناك غانيون، وأوغنديون، وإثيوبيون... إنها فقاعة دافئة".
حاملة للمشعل
تسعى، جنيفر، لنقل هذا الإحساس بالانتماء أيضًا إلى الأجيال الجديدة. ففي عام 2022، أسست مؤسسة "Jennifer Cudjoe Community Project Foundation"، وهو برنامج دعم للشباب الرياضي في غانا. يشمل توزيع المعدات، والإرشاد، والتعليم. وهي تستثمر وقتها وطاقتها لتمنح الفتيات والفتيان ما كانت تتمنى أن تحصل عليه هي ذاتها. وتقول بإيمان عميق: "زوج واحد من الأحذية الرياضية يمكن أن يغير حياة".
سبق لجنيفر، وأن مثّلت غانا في مونديال السيدات تحت 20 سنة عام 2014، وسجلت هدفًا في مرمى فنلندا. وحاليا، تفرض نفسها كنموذج يحتذى به. حتى شقيقها الصغير "ماريسا"، قائد منتخب U20 في أكاديمية SMAC بأكرا (التابعة ليوفنتوس)، يسير على خطاها بإعجاب.
بطولة لتحويل الزخم إلى تأهل
لا تزال غانا خارج حسابات التأهل بفوزٍ واحد من مباراتين في النهائيات القارية الحالية. لكن الأمل باقٍ. ستكون المباراة الأخيرة في دور المجموعات، أمام تنزانيا، يوم الاثنين 14 يوليو، في بركان، حاسمة وتدرك، جنيفر، ذلك، وتؤمن به.
ختمت، كودجو، قولها: "علينا أن نكون مستعدات دائمًا. هذا ما تعلمته في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة من لاعبات مثل كارلي لويد. العمل الجاد، وعدم الاستسلام، حتى تأتيك الفرصة. لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً. والآن وقد جاءت، أنوي أن أواصل اغتنامها"، تقولها ونظراتها تتجه نحو المستقبل.
لا تكتفي، جنيفر كودجو، في سن 31، بتشريف اسم عائلتها، بل تمجّده. ومعها، تؤمن جيل كامل من الفتيات الإفريقيات أكثر من أي وقت مضى بأن كرة القدم قد تكون طريقا لتحقيق الكثير.
🪄 Dazzling in her #Ghana print we present to you #BlackQueens deputy captain…!!!
— Ghana Women National Teams 🇬🇭 (@GhanaWNT) March 5, 2025
📸: @JenniferCudjoe ❤️ #WearGhana 🇬🇭 #BringBackTheLove 💕 pic.twitter.com/jvtuDUcmsU