رحلة سيمون من ثكنة عسكرية إلى حلم نيجيريا في كأس العالم

نشرت:

تحدث جناح نانت ونيجيريا إلى FIFA عن النجاحات والإخفاقات التي شهدتها رحلته، منذ سنواته الأولى في سلوفاكيا وحتى قيادة حلم بلاده في تصفيات كأس العالم 2026.

  • بدأت نيجيريا مشوارها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بتعادلين

  • لاعب نانت يسرد النجاحات والاخفاقات في مسيرته

  • كيف انعكس الانضباط في عائلةسيمون على مسيرته في كرة القدم؟

ولد موسى سيمون عام 1995 في جوس، نيجيريا، لأب كان يعمل في الجيش. نشأته في ثكنة عسكرية جعلته يعتاد بدء العمل في الخامسة صباحًا. وبينما كان ينتظر منه السير على خطى والده في القوات المسلحة، إلا أنه اختار ممارسة مهنة مختلفة تمامًا - وإن كانت تتطلب الانضباط أيضًا - وهي كرة القدم. في صيف العام 2013، سافر سيمون خريج أكاديمية جي بي إس في لاغوس إلى هولندا بعمر 18 عامًا للمشاركة في تحضيرات الموسم الجديد مع فريق الرديف لنادي أياكس، ولكن النادي قرر في النهاية عدم الاحتفاظ به. رحيله عن أياكس مبكرًا عطل رحلته، وبعد فترة قصيرة وقع مع نادي ترينشين السلوفاكي، في البداية كان خائفًا بعض الشيء، إلا أن اعتياده على حياة الانضباط بدد هذا الخوف بسرعة، ومهد له الطريق لينتقل إلى جينت البلجيكي، حيث فاز هناك بلقب الدوري المحلي، ثم انتقل إلى ليفانتي الإسباني، قبل أن ينضم في عام 2019 إلى نانت الفرنسي الذي فاز معه بكأس فرنسا في عام 2022.

 

لم تتبع حياتك المهنية مسارًا نموذجيًا، ولكن كيف عشت تجربة الانتقال إلى سلوفاكيا بعمر 19 عامًا فقط؟

كان الأمر صعبًا. لقد كنت في هولندا قبل الذهاب إلى سلوفاكيا، ولكن ذلك كان في فصل الصيف. ثم غادرت إلى سلوفاكيا خلال فصل الشتاء، ما جعل الأمر صعبًا لأنني لم أتوقع أن يكون الجو باردًا لتلك الدرجة، كوني لم أرَ مشاهد الثلج من قبل. في البداية، كنت خائفًا وأتساءل: إذا ركلني لاعب منافس، كيف سيكون الألم؟ اعتقدت أنني سألعب مثلما لعبت في هولندا، لكن الأمر كان مختلفًا تمامًا. ولكن ما ساعدني أنني زاملت لاعبًا نيجيريًا وهو كينغسلي مادو، بعدما تزاملنا معًا في نيجيريا، ذلك جعل الرحلة أسهل، وفي كل رحلاتي التي صادفت فيها لاعبين من بلادي كان الأمر بمثابة مقابلة إخوة لي، وليس مجرد زملاء. في سلوفاكيا اعتدت البقاء في غرفتي، ثم الخروج للتدريب ثم العودة للمنزل، وتكرار الأمر يوميًا. نشأتي الانضباطية جعلتني أعتاد البقاء في المنزل، لأن الخروج إلى الشوارع يجلب لك الكثير من المشاكل.

 

عندما بدأت اللعب في هولندا ثم سلوفاكيا، هل كنت تعتقد أنه بإمكانك تحقيق النجاح؟

بصراحة لم أعتقد ذلك في البداية، ولكن تملكني شعور أنني سأصبح لاعبًا محترفًا يومًا ما، وكنت أحلم بذلك لينعكس على حياة عائلتي وأصدقائي. لقد أعطتني كرة القدم حياة جديدة. بمجرد أن تصبح لاعبًا محترفًا، بغض النظر عما يتطلبه الأمر من معاناة، سيكون لديك فرصة العودة إلى وطنك، حيث يكافح الناس من أجل تناول الطعام. لذا، بمجرد تحقيق ذاتك، يمكنك إطعام أفراد عائلتك. أردت أن أفعل ذلك حتى يكون شعبي فخوراً بي. واليوم يحاوطني فخرهم كلما عدت إلى هناك

كيف كانت رحلتك وذكرياتك في بطولات كأس العالم من الفئات السنية إلى منتخب نيجيريا الأول؟

لقد كانت رحلة طويلة، أول تواجد بقميص بلادي كان في كأس العالم تحت 20 عامًا تركيا 2013. كان عمري 17 عامًا، وكنت أشبه الفتيان من جامعي الكرات، إذ لم ألعب أي مباراة. ثم تجددت المشاركة في نسخة 2015 بنيوزيلندا. كانت الرحلة مختلفة، وكانت أبعد دولة زرتها في حياتي، لدرجة اعتقادي بأننا ذاهبون إلى نهاية العالم. ورغم توديع البطولة من دور الـ 16 إلا أنها كانت تجربة ممتعة. ثم مع المنتخب الأول، غبت عن نسخة 2018 للإصابة وشعرت بالحزن الشديد، لأنني عشت الحلم ولعبت جميع مباريات التصفيات، إنه شيء لا أتمناه لألد أعدائي، خاصة وأن نيجيريا غابت عن كأس العالم 2022، لكنني شكرت الله، وشعرت أن ذلك يحفزني لمواصلة العمل، حتى أحقق حلمي وأتواجد بقميص منتخب بلادي في كأس العالم، ولأجل هذا الحلم، ليس أمامي سوى العمل الجاد دومًا.

 

 

كيف كان ارتداء شارة قيادة منتخب بلادك أمام زيمبابوي في تصفيات كأس العالم؟

بداية يجب أن أشكر المدرب على ذلك، ثم اللاعبين على الاحترام الذي قدموه لي. شرف كبير أن تكون قائد منتخب بلادك، ولكنه ليس سهلًا. الأمر لا يشبه قيادة النادي، لأنك تحمل آمال الأمة بأكملها، لذا عليك أن تكون قائداً قوياً. أنا سعيد حقاً لأنني كنت قائداً لنيجيريا، وحتى لو قيل لي إنني لن أكون القائد بعد الآن، فأنا ممتن لحمل الشارة يومًا ما.

 

إذا نظرنا إلى تجربتك من سلوفاكيا إلى قيادة منتخب بلادك، ما هي النصيحة التي تقدمها لنفسك عندما تبلغ من العمر 19 عاماً؟

لو عاد بي الزمن، أود فقط أن أقول لنفسي: يمكنك أن تفعل المزيد. في عمر 19 عامًا، هذا هو الوقت الذي تحتاجه لتثبت للعالم أنك من أفضل اللاعبين. إذا تمكنت من وضع هذا في رأسك، فسوف تفعله بالتأكيد. سوف تذهب إلى أبعد مما تتخيل، فقط استمر في العمل. واحترم الجميع حولك؛ مدربك وزملائك وكل من يسبقك في الخبرة، ولا تتجادل مع قائدك، فقط تعلم منه، واجمع الخبرات وواصل اجتهادك، وحتمًا ستحقق أحلامك في المستقبل.

CREDIT: FIFA.com