بطولة "شان" توتال إنيرجيز 2018... منصة المغربي الكعبي نحو القمة الأوروبية

نشرت:
على بُعد أيام قليلة من انطلاق بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنيرجيز، 2024، التي تُنظم بالتشارك بين، كينيا، تنزانيا وأوغندا، نعود إلى المسيرة الرائعة وغير المتوقعة للاعب، أيوب الكعبي. خرج المهاجم المغربي في سنة 2018، من الظل ليطرق أبواب أوروبا. صعود سريع انطلق من بطولة مُخصصة للاعبين المحليين.
بطولة واحدة.. وانطلاقة لافتة
احتضنت، المغرب، جانفي 2018، بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنيرجيز. كان يتواجد في صفوف منتخب "أسود الأطلس"، اسم سرعان ما سيجوب القارة: أيوب الكعبي. مجهول بالنسبة للجمهور الواسع، مهاجم نادي نهضة بركان، سجل تسعة أهداف في ست مباريات، وهو رقم قياسي في نسخة واحدة، وحصد في الآن ذاته جائزتي أفضل لاعب وهداف الدورة.
توج المغرب باللقب بعد التغلب في النهائي على، نيجيريا (4–0). وسجل، الكعبي، في الدقيقة 73. انفجرت الجماهير فرحًا، ونجمة جديدة ظهرت. "لقد غيّرت هذه البطولة كل شيء بالنسبة لي"، صرّح بذلك لاحقًا.
من ورشات العمل إلى القمم
وُلد، الكعبي، سنة 1993 في، الدار البيضاء، ولم يتلقى تكوينا في مركز تكوين مرموق. ترك المدرسة في سن الخامسة عشرة، اشتغل نجّارًا خلال النهار، ولعب كرة القدم هاويًا في عطلة نهاية الأسبوع. أول فرصة حقيقية جاءت مع، راسينغ الدار البيضاء: 25 هدفًا في 33 مباراة بالدرجة الثانية. رصدته أعين نادي ، نهضة بركان، ليرتقي خطوة إضافية... لكن
بطولة "شان"، توتال إنيرجيز، هي التي قادته إلى بُعد آخر.
أوروبا تكتشفه.. والصين تتحرّك
بعد البطولة، يبدأ تحرّك الكشافين. أبدى نادي أتلتيكو مدريد، اهتمامًا. أندية في تركيا، آسيا، وخاصة الصين، تتقدم بعروض. كان الدوري الصيني حينها يشهد طفرة كبيرة، والعروض المالية تتدفّق. اختار، الكعبي، الانضمام إلى نادي، هيبي تشاينا فورتون. خيار قد يبدو رياضيًا قابلًا للنقاش، لكنه كان صفقة مالية ضخمة.
عاد، الكعبي، في 2019، إلى بلده، ليلتحق بنادي الوداد البيضاوي. حيث توج هدافًا للبطولة المغربية موسم 2020–2021، قبل أن يحطّ الرحال في نادي، هاتاي سبور، بتركيا: 26 هدفًا في 53 مباراة.
التتويج في اليونان
كان المنعرج الحاسم صيف 2023: حيث وقع، الكعبي، مع نادي أولمبياكوس. وهناك، انفجر مستواه. في دوري المؤتمر الأوروبي، سجل 11 هدفًا في 9 مباريات: ثلاثية أمام، أستون فيلا، في نصف النهائي، وهدف الفوز في الوقت الإضافي أمام، فيورنتينا، في النهائي. النتيجة: أول لقب أوروبي كبير في تاريخ النادي اليوناني، ورقم قياسي في عدد الأهداف بالأدوار الإقصائية لموسم واحد في مسابقة أوروبية، متفوقًا على لاعبين كبار مثل بن زيمة، رونالدو، وفالكاو.
أنهى، الكعبي، البطولة كأفضل هداف، وأفضل لاعب، وأصبح أول لاعب إفريقي يسجل أكثر من 10 أهداف في هذه المسابقة.
وباحتساب أهدافه في الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي، سجل، الكعبي، 14 هدفًا في الموسم القاري، وهو رقم غير مسبوق لأي لاعب إفريقي. ومنذ موسم 2011–2012، الذي تألق فيه، ميسي، لم يصل أي لاعب من خارج أوروبا إلى هذا الرقم.
نجم في اليونان.. وأيقونة في المغرب
أصبح، الكعبي، مع بداية سنة 2025، الهداف التاريخي الأوروبي لنادي، أولمبياكوس، برصيد 21 هدفًا في 26 مباراة، متفوقًا على المغربي الآخر، يوسف العربي. وأضاف إلى سجلّه لقب الدوري اليوناني، وجائزة هداف البطولة، وأفضل لاعب أجنبي، ولاعب الموسم.
أما مع المنتخب المغربي، فلم يتراجع مستواه. ورغم غيابه عن كأس العالم 2022، ردّ بثلاثية في التصفيات في شهر جوان 2024. حصيلته: 16 هدفًا في 42 مباراة دولية مع، "أسود الأطلس".
بطولة "شان" توتال إنيرجيز حاضنة للمواهب
فرض، أيوب الكعبي، بعدما بلغ سن الثانية والثلاثين، نفسه كأحد أبرز الهدافين الأفارقة في أوروبا. لكن لا شيء من ذلك كان ممكنًا لولا بطولة "شان" توتال إنيرجيز، التي منحته أول فرصة للظهور على الساحة القارية، حولته في سن الرابعة والعشرين. بطولة اللاعبين المحليين إلى واجهة دولية.
يحلم عشرات اللاعبين غير المعروفين، مع اقتراب انطلاق نسخة 2024، في شرق إفريقيا، بتحقيق المصير ذاته. مثال، الكعبي، يبعث الأمل: بطولة واحدة، موهبة واحدة، ومسيرة تغيّرت كليًا.