السير محمد منصور: "مُتفائل بمستقبل الكرة الإفريقية ومعجب جدًا بخطط التطوير والدعم التي يقدمها الكاف"

نشرت:

 

برز في عالم رياضي يتطور بسرعة مُذهلة، ويشهد تحولات متسارعة في مفاهيم الاستثمار الرياضي، اسم السير محمد منصور، كأحد الشخصيات التي اختارت الاهتمام بالشباب الإفريقي وحلمه في التألق. حيث استطاع من خلال رؤيته الإنسانية قبل الربحية، أن يربط بين شغفه بكرة القدم وإيمانه العميق بأن تمكين الأجيال الصاعدة هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل "القارة السمراء"، مما جعل أكاديمية "رايت تو دريم" بوابته نحو تحقيق هذا الطموح النبيل.

خلق، السير محمد منصور، من غانا إلى مصر، ثم إلى الدنمارك وأمريكا، شبكة من المشاريع الرياضية المتكاملة، هدفها الأسمى هو اكتشاف المواهب وصقلها وفق أعلى المعايير العالمية. لم يكتف بتطوير كرة القدم للرجال والاهتمام بالفئات الشبانية وفقط، بل فتح الآفاق أمام السيدات أيضًا، ليؤسس أول فريق نسائي محترف في مصر، وليكتب مع نادي مسار المصري فصولًا جديدة في تاريخ الكرة النسائية قارّيًا ودوليًا.

تتجاوز رؤية، السير محمد منصور، حدود الملعب، فهي رؤية مبنية على التعليم، الانضباط والثقة بالنفس، وترسيخ القيم الإنسانية إلى جانب المهارات الفنية. حيث لا تعتبر كرة القدم بالنسبة له مجرد رياضة وفقط، بل وسيلة لبناء الإنسان، ولزرع الأمل في نفوس الشباب الذين يبحثون عن فرصة لإثبات قدراتهم وتحقيق أحلامهم.

يتحدث، السير محمد منصور، في هذا الحوار الحصري مع الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم CAFonline.com، بصراحة وعمق عن فلسفته في الاستثمار الرياضي، وتطلعاته لمستقبل الكرة الإفريقية، وإعجابه الكبير بالدعم الذي يقدمه "الكاف" لتطوير اللعبة في القارة، مؤكدًا تفاؤله بمستقبل مُشرق تقوده المواهب الإفريقية نحو العالمية.


CAFonline.com: سير محمد منصور، تعتبر أحد كبار المستثمرين في كرة القدم الإفريقية، من خلال الاستثمار في فروع أكاديمية "رايت تو دريم" في غانا ومصر. ما الذي دفعكم إلى الاهتمام بهذا الاستثمار الذي يعتبر موجه لفئة الشباب؟

سير محمد منصور: بالنسبة لي، اهتمامي الأول كان دائمًا بالشباب ورعايتهم، وليس الاستثمار من منظور الربح فقط. لهذا السبب انجذبت جدًا لأكاديمية تحمل اسمًا له وقع كبير "الحق في الحلم". أنا مؤمن حقًا بأن لكل شاب الحق في أن يحلم، وواجبنا أن نكون هناك لمساعدتهم على تحقيق هذا الحلم. مسؤوليتنا ليست فقط اكتشاف المواهب، بل أيضًا توفير البيئة الاحترافية التي تمنحهم فرصة لتنمية مهاراتهم، وبناء مستقبلهم بثقة وأمل.

تمتلك، حاليًا، أكاديمية "رايت تو دريم" في مصر مدرسة داخلية وفريق كرة قدم نسائية، إلى جانب فريق كرة قدم الرجال. لماذا تولون اهتمامًا كبيرًا  بتطوير كرة القدم النسائية؟

بالتأكيد كرة القدم النسائية جزء لا يتجزأ من سياسات "رايت تو دريم"، ومن اليوم الأول لتأسيس الأكاديمية في مصر، كانت كل حاجة متعلقة بكرة الرجال عندنا ناجحة ومميزة، هدفنا دائمًا هو المساواة بين الرجال والسيدات.

نجحنا بالفعل في تأسيس أول فريق سيدات محترف بالكامل في مصر، حتى يكون المرجعية للكرة النسائية سواء في مصر أو أفريقيا، وأيضا يشجع على الاستثمار في الكرة النسائية من خلال الأهداف التي حددناها من البداية، وفي أول موسم، استطعنا أن نفوز بكأس مصر، وفي الموسم الثاني توجنا بلقب الدوري والكأس وحصلنا على برونزية رابطة أبطال أفريقيا للسيدات، في أول مشاركة لنا، ونفتخر أننا حققنا تلك النجاحات الكبيرة في فترة قصيرة جدًا.

يتألق نادي مسار المصري على مستوى كرة القدم النسائية محليًا، وبدأ الآن يتألق قارّيًا، كيف برز هذا النادي سريعا؟

كما ذكرت سابقًا، نحن نركز بشغف على الكرة النسائية، ولدينا كل مقومات النجاح من كفاءات بشرية، وإمكانيات لوجيستية، وبنية تحتية قوية. نحن نمثل مصر، دولة كبيرة، وطموحاتنا تمتد إلى خارج الحدود. وفعلًا بدأنا نتواجد على المستوى العالمي وأفتخر بوجود واحدة من بناتنا وهي، حبيبة صبري، حارسة مرمى نادي مسار، ضمن قائمة المرشحين لفريق العام المثالي من "الفيفا" في جوائز "ذا بيست". هذا إنجاز تاريخي، فهي أول لاعبة مصرية من البطولات المحلية تصل إلى هذه المكانة الدولية. ومع مرور الوقت، أنا واثق أننا سنشهد المزيد من النجاحات والإنجازات لكرة القدم النسائية في مصر.

ما هي خططكم المستقبلية لنادي مسار وكرة القدم المصرية والإفريقية بصفة عامة؟

شعارنا دائماً هو "الحق في الحلم"، ومن هذا المنطلق نحلم بأن نكون علامة مضيئة في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية. لدينا خطة شاملة تبدأ من قطاع البراعم والناشئين على كل المستويات، ليس فقط رياضيًا، ولكن أيضًا ثقافيًا وفكريًا وصحيًا، لنساعد الشباب على النمو بشكل متكامل.

لقد بدأنا بالفعل من خلال أكاديميات "رايت تو دريم" في إفريقيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، ونجحنا في صقل عدد من النجوم الكبار مثل محمد قدوس، نجم منتخب غانا وتوتنهام. كما حققنا موسمًا تاريخيًا بتشكيلة من اللاعبين الشباب في سان دييجو، حيث تصدر القسم الغربي في الدوري الأمريكي في مشاركته الأولى، وشارك في "البلاي أوف" والمنافسة على اللقب، والتأهل لأول مرة إلى كأس أبطال "كونكاكاف". وفي الدنمارك، قدم نادي نوردشيلاند موسمًا مميزًا وشارك في بطولة أوروبا للسيدات لأول مرة.ةكل هذه النجاحات تؤكد لنا أن الاستثمار في الشباب وبناءهم بشكل متكامل هو الطريق الصحيح لتحقيق أحلامنا وطموحات كرة القدم المصرية والإفريقية.

ما هو رأيكم في مستوى كرة القدم النسائية في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة؟ خاصة بعد استحداث منافسات الأندية مثل رابطة أبطال إفريقيا للسيدات؟

ما نشهده في السنوات الأخيرة من الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في ملف الكرة النسائية مبهر بالنسبة لي على المستوى الشخصي. شاهدت استحداث بطولات للسيدات وتوسيع قاعدة ممارستها، وإلزام الأندية بمتطلبات الاحتراف مثل إنشاء فرق نسائية، كلها خطوات مهمة لتطوير اللعبة. استفدنا كثيرًا من هذه البطولات الجديدة، فقد شاركنا للمرة الأولى في رابطة أبطال إفريقيا للسيدات، واستضفنا النسخة الحالية من البطولة في القاهرة. 

طموحنا كبير هذا العام؛ نتمنى أن نكون أول أبطال مصريين لرابطة أبطال إفريقيا للسيدات، وأن يبقى اللقب في بلدنا، لنثبت أن الكرة النسائية في مصر تستحق كل الدعم.

كيف ترون تطور كرة القدم الإفريقية في السنوات الأخيرة؟

كانت إفريقيا وستظل دائمًا مصدرًا غنيًا للنجوم المحترفين على مستوى العالم. ومع ذلك، أرى أن القارة لا تزال تملك طاقات هائلة ومواهب غير مستغلة، وعدد مراكز التدريب الاحترافية المخصصة للأولاد والبنات ما زال قليلًا جدًا. ولكنني متفائل جدًا بمستقبل الكرة الإفريقية، فبوجود البيئة المناسبة والدعم الصحيح، يمكن لـ"الكوادر" الإفريقية أن تتطور وتحقق إنجازات كبيرة على المستوى القاري والعالمي.

 

ما هي الفوائد التي عادت عليكم حتى الآن من وراء الاستثمارات الكبيرة التي قمتم بها في كرة القدم الإفريقية؟

 أولًا، عائلة منصور، عاشقة لكرة القدم منذ القدم. استحوذت شركتنا "مان كابيتال للاستثمار" على أكاديمية "رايت تو دريم" عام 2021، انطلاقا من إيماننا بأهمية توفير بيئة تعليمية ورياضية متكاملة للشباب في، غانا، ثم توسع هذا المفهوم ليشمل فروع الأكاديمية في مصر، الدنمارك وأمريكا، لنصل إلى شباب العالم كله. نحن نستثمر سنويًا ملايين الدولارات لتحقيق هذا الهدف، ولا ننظر إلى العائد المالي. طموحنا أن تصبح الأكاديمية أكبر حضانة رياضية، يُشار إلى طلابها ولاعبيها بالبنان، وأن تكون منصة لتصدير أمهر اللاعبين إلى كل أنحاء العالم.

جزء من استثماراتكم في نادي نوردشيلاند لكرة القدم بالدنمارك ونادي سان دييجو لكرة القدم في أمريكا، فتح الأبواب أمام لاعبي كرة القدم الأفارقة للعب في أكبر الأندية في أوروبا وخارجها، وهو ما جعل أسماء مثل، محمد قدوس وكمال الدين سليمانا، تحظى بشهرة عالمية. هل تعتقدون أن هذا النهج سيستمر مستقبلًا وسنرى نجوم أخرى تسطع عالميًا؟

 سطوع نجم، محمد قدوس وكمال الدين سليمانا، هو مجرد البداية لأكاديمية "رايت تو دريم". ما نراه اليوم هو نتيجة برنامج طويل يهدف لتأهيل اللاعبين وفق أفضل المعايير العالمية، وبإذن الله القادم أفضل بكثير. نسعى خلال العامين المقبلين لتأهيل لاعبين مصريين للانضمام إلى نادي نوردشيلاند في الدنمارك ونادي سان دييجو في أمريكا.

تضم الأكاديمية حاليًا أكثر من 140 لاعبًا، 35 منهم مثلوا بلادهم في الخارج، وشارك 7 من خريجي الأكاديمية في كأس العالم للرجال في قطر 2022، كما يلعب 5 آخرون في الدوري الإنجليزي الممتاز، والعديد في الدوريات الكبرى بأوروبا وأمريكا. نحن فخورون جدًا بالتعاون مع أكبر الأندية العالمية لفتح أبوابها أمام لاعبي الأكاديمية، واثقون أن المزيد من النجوم سيتألقون على الساحة العالمية قريبًا.

كيف ترون دعم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" للأندية الإفريقية، والاهتمام الكبير الذي يوليه لكرة القدم النسائية وأيضًا للشباب؟

كما قلت سابقًا، القارة الإفريقية مليئة بالمواهب، وأنا معجب جدًا بخطط التطوير والدعم التي يقدمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وما رأيناه من تتويج منتخب المغرب بكأس العالم تحت 20 سنة عن جدارة، هو دليل حي على أن الاهتمام بالشباب على كل المستويات يأتي ثماره. لا شك أن هذا الاهتمام سيؤدي إلى ظهور المزيد من الأبطال على الساحة العالمية في المستقبل القريب.

هل ترغبون مستقبلا في توسيع استثماراتكم في كرة القدم الإفريقية بشكل أكبر وربما خارج، مصر، أيضًا؟

طبعا نرغب بشده في ذلك فنحن حاليا متواجدون في شمال وغرب إفريقيا من خلال فروعنا في، مصر وغانا، ونخطط للنواجد قريبا في شرق افريقيا

ما هو العنوان الذي تود قراءته في الصحف بعد انتهاء رابطة أبطال إفريقيا للسيدات مصر 2025؟

أتمنى أن يكون العنوان الكبير في الصحف "فوز ساحق لفريق مسار المصري"، لأن هذا سيكون إنجازًا تاريخيًا للكرة النسائية في مصر وسيبرز الجهود المبذولة من كل اللاعبين والجهاز الفني.

كلمة أخيرة يرغب سير محمد منصور في قولها؟

الشباب هم مفتاح سر المستقبل.. أرجو الاهتمام بهم. ويجب أن تقوم كل المؤسسات المعنية الخاصة والحكومية في جميع الدول بتقديم الدعم اللازم لهم.