من الماضي إلى الحاضر: قرعة كأس أمم إفريقيا تُشكل تاريخ كرة القدم الإفريقية

تترقب الكرة الإفريقية لحظة تاريخية جديدة، حيث تستعد مدينة جوهانسبورغ، في جنوب إفريقيا، لاستضافة عملية سحب قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا، المغرب 2025، توتال إنيرجيز، يوم الخميس.
تمثل هذه اللحظات فصلاً جديداً في تاريخ عمليات سحب القرعة كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، التي شكلت مشهد كرة القدم القارية لعقود من الزمن.
منذ انطلاق البطولة في عام 1957، تطورت عمليات سحب القرعة من أمور بسيطة إلى عروض مثيرة، تعكس في كثير من الأحيان السمعة المتزايدة لكرة القدم الإفريقية على المستوى العالمي.
كل قرعة ليست مجرد إجراء عملية سحب وفقط، وإنما عرضٌ بحد ذاته، يمثل غالبا بداية التنافس القوي، وقصص المفاجآت المسجلة في التاريخ.
قال، جورج وياه، اللاعب الإفريقي الوحيد الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن عملية قرعة كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز: "إنها ليست مجرد تحديد للمجموعات، بل هي إشعال الأحلام وتهيئة المسرح لظهور الأبطال".
إذا كانت عملية سحب قرعة النهائيات هي الأكبر جذبا عالميا، توفر قرعة التصفيات أيضا فرصة للجماهير الإفريقية للاستمتاع، حيث تمنح المنتخبات غير المرشحة في المقام الأول، فرصة لإحداث المفاجآت وكتابة التاريخ.
فعلا، كثيرا ما تنبأت عمليات سحب القرعة السابقة بقصص مثيرة. على سبيل المثال، أسفرت عملية سحب قرعة عام 2012، عن تواجد زامبيا في نفس مجموعة البلد المضيف غينيا الاستوائية. لم يستطع كثيرون حينها التنبؤ بتتويج زامبيا بلقبها القاري الأول في كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، حيث قامت بمشوار مميز.
ستبقى عملية سحب قرعة كأس أمم إفريقيا 2013، في جنوب إفريقيا، الأكثر تذكرا. حيث وجد البلد المضيف نفسه في مجموعة مع أنغولا، المغرب والرأس الأخضر.
فاجأ "القروش الزرقاء"، الذين كانوا بمثابة منتخب غير مرشح، في ذلك الوقت، القارة الإفريقية بأكملها، بعد الوصول إلى ربع النهائي، مما أظهر الطابع غير المتوقع لعمليات سحب قرعة كأس أمم إفريقيا.
كانت عملية سحب قرعة نهائيات 2006 النسخة التي استضافتها مصر، مميزة أيضا.
أسفرت عملية سحب القرعة آنذاك عن تواجد منتخب مصر، الذي تُوج باللقب في نهاية المنافسة، ضمن مجموعة قوية مليئة بالتحدي، إلى جانب كل من كوت ديفوار، المغرب وليبيا.
سبقت عملية سحب تلك القرعة واحدة من النهائيات الأكثر إثارة في التاريخ، حيث توجت مصر بلقبها الخامس على أرضها، لتتجاوز غانا كأكثر بلد متوج بلقب كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز.
ستجرى القرعة هذا العام، في استوديوهات "سوبر سبورت"، في جوهانسبورغ، وتَعد بأن تكون مثيرة كالعادة.
ستُحدد عملية سحب القرعة، التي ستشمل 48 منتخبا، بما في ذلك البلدان المتأهلة بعد الجولة التمهيدية تشاد، إسواتيني، ليبيريا وجنوب السودان، مجموعات التصفيات، في خطوة أولى قبل الوصول إلى النهائيات في المغرب.
تنتظر بطلة النسخة الماضية، كوت ديفوار، بالإضافة إلى المنتخبات الإفريقية الكبيرة مثل، نيجيريا، السنغال، مصر، الكاميرون والجزائر، مصيرها إلى جانب المنتخبات الصاعدة التي تتطلع هي الأخرى لترك بصمتها.
ستشهد قرعة، يوم الخميس، في استوديوهات "سوبر سبورت"، تقسيم المنتخبات 48، إلى 12 مجموعة، تضم كل منها 4 منتخبات.
ستكشف التصفيات التي ستنطلق في سبتمبر 2024، عن البلدان الـ24 التي ستتنافس في نهائيات المغرب 2025.
تمثل عملية سحب القرعة الخطوة الأولى على الطريق، نحو ما يعد بأن يكون منافسة رائعة في بلد يُعبر عن شغف عميق للرياضة.