جنوب إفريقيا ومالي يتنافسان على صدارة المجموعة الثالثة في كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز 2024

نشرت:

بعد أن تجاوزتا اللحظات الصعبة في المجموعة الثالثة، تجد بطلات إفريقيا، جنوب إفريقيا، ولاعبات مالي، نفسيهما الآن في صدام من أجل حسم صدارة المجموعة، في ختام دور مجموعات كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، 2024 المغرب.

 

يسعى الطرفان برصيد أربع نقاط لكل منتخب من أصل ست ممكنة، لتحقيق الأفضل وإنهاء دور المجموعات بأفضل صورة ممكنة. وبعيدًا عن صدارة الترتيب، فإن نتيجة هذه المواجهة ستحدد ملامح مباريات الدور ربع النهائي المقبلة.

 

مباراة بمباراة

 

"إذا لم يكن هناك خلل، فلماذا نصلحه؟" بهذه الذهنية تدخل جنوب إفريقيا المواجهة، وهي التي سبق لها التتويج بلقب البطولة، وتُدرك جيدًا كيف تُدار البطولات. منتخب "بانيانا بانيانا"، بقيادة المدربة، ديزيري إليس، يسير في الطريق الصحيح: فاعلية في الثلث الأخير من الملعب، وصلابة دفاعية، إذ لم تتلق شباكهن سوى هدف واحد، جاء من رأسية مائلة لتانزانيا بواسطة أوفا كليمنت.

 

تقول لاعبة خط وسط الميدان، أموجيلانغ موتاو، المحترفة في المكسيك، والتي توّجت باللقب مع جنوب إفريقيا قبل ثلاث سنوات: "ذهنيتنا في هذه البطولة هي خوض كل مباراة على حدة. هذا ما جعلنا ننتصر في نسخة 2022. دخلنا كمرشحات، وهدفنا هو إنهاء دور المجموعات في الصدارة".

 

أضافت، دزيري إليس، قائلة: "خارج الملعب، نحن منتخب متماسك للغاية. نحن نمر بمرحلة انتقالية، نُظهر أنها سلسة، لكنها ليست كذلك. سيكون هناك الكثير من التدوير. هناك لاعبات جديدات ينضممن، وهناك قائدات خبيرات يوجهننا".

 

أجرت، إليس، من جانبها، 4 تغييرات في مواجهة تنزانيا ضمن سياسة التدوير، وتؤكد أن منتخبها يمتلك شخصية البطل، بينما يسعى للدفاع عن لقبه. وتقول: "لا توجد مباراة سهلة، ومالي أيضا تعرف أنها تملك فرصتها. نعرف ما علينا فعله، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا. نريد تحريك الكرة بشكل أسرع، وأن نكون أكثر فاعلية في الثلث الأخير".

 

أضافت، ديزيري إليس، قائلة: "نعمل على الاستفادة من دروس المباريات السابقة، وندعم بعضنا البعض على أرض الملعب. نريد أن نبقى أوفياء لهويتنا؛ لأنه عندما نضع الكرة على الأرض، تظهر اللحظات الجميلة. الدخول إلى الثلث الأخير بالحركة والتمريرات السريعة هو ما نحتاجه".

 

احترام من دون خوف

 

قد تُجبر مواجهة حاملات اللقب بعض المنافسين على الاستسلام مبكرًا، لكن ليس مالي. عززن الماليات ثقتهن منذ بداية البطولة. يتعاملن بانضباط مع كل مباراة، ويعرفن كيف يحققن الفوز.

 

لن ينسى منافسيهما السابقان، تنزانيا (1-0) وغانا (1-1)، منتخب مالي بسهولة. رغم أن مجريات اللعب أظهرت تفوقًا لهما في بعض الفترات، فإن النتيجة كانت دائمًا في صالح الماليّات، اللواتي غادرن أرض الملعب بابتسامة وثقة.

 

تعتبر هذه "اللمسة القوية" هي مفتاح النجاح في البطولات، ومالي أتقنتها. في قلب كل ذلك يقف المدرب، محمد سالوم، الذي تستمر أفكاره المتجددة في إلهام منتخب شاب طموح يسعى لكتابة التاريخ خطوة بخطوة.

 

قال، سالوم، في تصريحاته: "نعرف جنوب إفريقيا جيدا. منتخب منظم. في هذه البطولة، وبوصفه حامل اللقب، فهو منافس صعب. لكل منتخب فلسفته، وسنُراهن على جودتنا. سنردّ بالشكل المناسب. هل كان أحد يتوقع أن تتعادل تنزانيا مع جنوب إفريقيا؟ هذه هي كرة القدم. سنستغل كل ما نملك من أدوات لصالحنا، ونحن نطارد المركز الأول".

 

كانت آخر مباراة جمعت المنتخبين في نسخة 2018، حين فازت جنوب إفريقيا 2-0 بفضل هدفي، ثيمبي كاتلانا وليبوهانغ راماليبي. لكن المدرب، سالوم، يؤكد أن منتخبه تطوّر كثيرًا منذ ذلك الحين، واكتسب نضجًا سيُمكنه من خوض المواجهة كما يجب.

 

تقول، ياكار نيكاتي، المحترفة في نادي نيس الفرنسي، بابتسامة هادئة: "هناك منتخبان في هذه المباراة، لكن بالنسبة لي، لا يوجد مرشح أوفر حظًا. نعم، جنوب إفريقيا منتخب جيد وتوج باللقب، لكننا نحن مالي هنا لتمثيل بلدنا وإظهار قدراتنا. نحن نعرف قيمتنا، وسنفعل كل ما في وسعنا للخروج بنتيجة إيجابية".

 

تُقر، نيكاتي، في مشاركتها الأولى على الإطلاق في كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، بأنها تشعر بسعادة كبيرة: "إنه لمن دواعي سروري أن أشارك في أكبر بطولة في إفريقيا. لعبنا أمام غانا، أحد كبار القارة، وواجهنا تنزانيا التي بدأت تبرز، والآن سنواجه حاملات اللقب. هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه. أريد أن أُعبّر عن نفسي في الملعب، وأواجه أفضل المنتخبات في إفريقيا".

 

كان أفضل إنجاز لمنتخب مالي في البطولة عام 2018، عندما بلغ نصف النهائي. وحاليا، وبحسب المدرب، سالوم، تطمح الماليات إلى الصعود إلى منصات التتويج وتحقيق نتيجة أفضل من المرة السابقة.