كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز 2024: المهمة الجديدة لمدربة جنوب إفريقيا ديزيري إليس

نشرت:

-"لسنا بصدد الدفاع عن اللقب، بل نتطور كمنتخب"

-"وحدة الهدف كانت مفتاح تتويجنا بلقب كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز"

-"لم نُهدر أي خسارة، كل نكسة كانت درسًا"

 

ستتجه الأنظار قبل أسابيع قليلة فقط من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، المغرب 2024، نحو حاملات اللقب، جنوب إفريقيا، ومدربتهن، الدكتورة، ديزيري إليس.

 

تواصل، إليس دزيري، بصفتها المدربة المُتوجة 4 مرات بلقب أفضل مدربة في إفريقيا، وهو إنجاز غير مسبوق، إعادة تعريف معايير التميز في كرة القدم النسائية.

 

حققت "بانيانا بانيانا" تحت قيادتها، إنجازا تاريخيا بالتتويج بأول لقب في كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، عام 2022.

 

تحدثت المدربة، دزيري إليس، إلى موقع CAFOnline، مع استعداد الفريق للدفاع عن لقبه في المغرب، البلد ذاته الذي شهد تتويجهن القاري الأول، حول الاستعدادات للبطولة وتطور مستوى اللعبة في القارة.

 

ستبدأ جنوب إفريقيا حملة الدفاع عن اللقب في مجموعة ثالثة صعبة تضم منتخبات غانا، مالي وتنزانيا.

 

CAFOnline.com: قُدت منتخب "بانيانا بانيانا" للتتويج التاريخي الأول بلقب كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، ما كان مفتاح هذا الإنجاز؟

 

ديزيري إليس: هذا الفوز التاريخي جاء نتيجة سنوات من التخطيط المتواصل، والثقة في المسار، والإيمان باللاعبات. ولو كان عليّ تحديد العامل الحاسم، فهو وحدة الهدف. الجميع بمن فيهن اللاعبات والطاقم الفني، وفريق الدعم، تبنوا نفس الرؤية.

 

بدأت رحلتنا قبل سنوات. حددنا اللاعبات الرئيسيات مبكرًا، وبنينا مجموعة أساسية، وعرضناها باستمرار لمستويات تنافسية عالية.

 

كنا قد اقتربنا من التتويج سابقًا، خاصة في نهائي 2018 الذي خسرناه، وهذا الألم حفّزنا. تعلمنا من أخطائنا وعدنا أقوى ذهنيًا.

 

لكل عضو في الطاقم دور مهم خلف الكواليس وأثناء البطولة. العمل الجماعي كان العامل الأبرز. وفي النهاية، كان الإيمان. ذلك الإيمان هو من قادنا نحو اللقب.

 

 

كيف تصفين التحضيرات الحالية؟ وهل هناك مجالات معينة تركّزون عليها أكثر؟

 

تحضيراتنا الحالية مدروسة ومركزة للغاية. لا نتعامل مع هذه البطولة على أننا نحاول تكرار الإنجاز كحاملات اللقب، بل كفريق يريد أن يتطور ويبلغ مستوى أعلى. النجاح قد يؤدي إلى التراخي، لذلك نركز على بناء العمق في جميع المراكز، فالتنوع والمرونة سيكونان أساسيين.

 

نعمل على صقل الجانب التكتيكي، خاصة من حيث الصلابة الدفاعية في الكرات الثابتة، وكذلك على إدارة المباريات. النجاح السابق لا يضمن شيئًا اليوم. نحن نحترم الماضي، لكننا نركّز بشدة على المستقبل.

الاتساق كان سمة لفترتك كمدربة. ما الذي فعلته بشكل مختلف للحفاظ على هذا المستوى؟

 

الاستمرارية على أعلى مستوى، خاصة في كرة القدم الدولية، ليست وليدة الصدفة. ما فعلناه بشكل مختلف هو التركيز على التميز المستدام، وليس فقط النتائج السريعة.

 

استثمرنا في الاستمرارية والتجديد المتواصل للفريق، مع تحليل شامل للمنافسين، ومراجعة أدائنا السابق وكيف يمكننا تطويره. لم نهدر أي خسارة، كل هزيمة كانت درسًا.

 

سواء كانت خيبة أمل نهائي 2018 أو مباريات كأس العالم الصعبة، حوّلنا كل انتكاسة إلى فرصة للتعلم.

 

 

لقد فزتِ بجائزة أفضل مدربة في العام في إفريقيا أربع مرات. ما الذي يحافظ على شغفك ودافعك؟

 

شكرًا، هذه الجوائز مشرفة للغاية، لكنها ليست النهاية بل محطات في مسار أطول.

 

تدريب "بانيانا بانيانا" لا يتعلق فقط بكرة القدم، بل بتمثيل المرأة الجنوب إفريقية، وإلهام الفتيات عبر القارة لإدراك أن لهن مكانًا في الرياضة والقيادة والمنصات العالمية.

 

أرى التضحيات التي تقدمها اللاعبات، والتحديات التي يتغلبن عليها، والفخر الذي يشعرن به عندما يرتدين القميص الوطني. لا شيء يُضاهي ذلك الشعور.

 

لكن الأمر لا يتعلق بي كفرد، عمل الفريق هو الأساس. الطاقم الفني له دور كبير، خاصة في الكواليس، ويكون له تأثير حاسم يوم المباراة.

 

كيف تطورت كرة القدم النسائية في إفريقيا منذ تولّيك تدريب المنتخب، حسب نظرك ؟

 

التطور الذي شهدته كرة القدم النسائية في إفريقيا منذ تولّيت المسؤولية كان تحولًا حقيقيًا. النمو شمل جميع الجوانب: تقنيًا، تكتيكيًا، هيكليًا، وثقافيًا.

 

عندما بدأت، كانت العديد من المنتخبات تعتبر كرة القدم النسائية أمرًا ثانويًا. اليوم، هناك عقود احترافية للاعبات، واستثمارات في البنى التحتية والمدربين المؤهلين.

 

توجد بطولات منتظمة في مختلف المناطق، ومعظم الدول تستغل كل نافذة دولية.

 

تعتبر منافسة أبطال إفريقيا للسيدات من أبرز الأمثلة، ومن خلال الفائزات المختلفات نرى تحسن التنافس. منتخبات مثل زامبيا، المغرب، وبوتسوانا لم تعد منتخبات صغيرة، بل منتخبات منظمة ومؤثرة.

 

تلعب عدد متزايد من اللاعبات الإفريقيات في الدوريات الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا رفع المستوى وجلب الخبرة.

 

نرى حضورًا جماهيريًا أكبر في مباريات وافيكون والدوريات المحلية، وتغطية إعلامية ورعاة بدأوا يرون قيمة اللعبة النسائية.

 

لكن العمل لم يكتمل. نحتاج لتطوير الفئات السنية، والتأكد أن فتياتنا يملكن نفس الفرص التي يحصل عليها الذكور، من حيث نظام التصفيات والتجارب التنافسية.

 

هل هناك مواهب صاعدة أو قيادات جديدة في المنتخب جنوب إفريقي ينبغي أن يتابعها الجمهور؟

 

بالتأكيد، ما يميز التشكيلة الحالية هو المزج بين الخبرة والموهبة الصاعدة. لدينا قائدات مثل، ريفيلوي جاين، جيرمين سيوبوسينوي، وأنديل دلاميني، وهنّ ركيزة للمنتخب.

 

لكن هناك أسماء شابة صاعدة: كارابو دلاميني، رغم مشاركتها السابقة، تطورت وأصبحت قائدة طبيعية في الدفاع. بونجيكا جاميدي ليست جديدة، لكن هذه البطولة قد تكون فرصتها للتألق الكامل.

 

نعتمد دائمًا على العمل الجماعي، ومن خلاله تبرز اللاعبات.

ما هي الدروس الأبرز التي استخلصتموها من لقب كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز 2022؟

 

ما زالت المشاعر حاضرة عند الحديث عن 2022. كان التتويج يتعلق أكثر من مجرد رفع الكأس، كان درسًا في النمو تحت الضغط والثقة بالهوية.

 

لم نذهب إلى المغرب على أمل الفوز، بل بإيمان أننا قادرون على ذلك. واجهنا منافسين مختلفين، وتعلمنا أنه لا يجب التصلب تكتيكيًا.

 

العديد من المباريات حُسمت بلحظات: تدخل، تصدٍ، أو لمسة هدوء. أحد أهم أسلحتنا لم يكن خطة تكتيكية بل روح الفريق، وتكاتف اللاعبات، حتى من لم تبدأ أساسية، ساهمت في رفع المستوى.

 

ما هي التحديات التي واجهتكم في الاستعداد لهذه النسخة من المنافسة؟

 

الاستعداد لهذه النسخة حمل تحديات مختلفة، ليس لأنها أصعب، بل لأن الوضع تغيّر. لم نعد نلاحق التاريخ، بل نحمله.

 

مع ذلك تأتي ضغوط وتوقعات جديدة. بعض اللاعبات عانين من إصابات، وأخريات عُدن مؤخرًا. جمع المنتخب من بيئات مختلفة يستلزم تأقلمًا سريعًا.

 

كما أننا بصدد دمج عناصر جديدة، سواء محلية أو محترفة، لنرى كيف يمكننا خلق توازن.

 

 

ما هي أهمية الفوز باللقب مجددًا وتأثيره على الجيل القادم من اللاعبات؟

 

نيجيريا هي الدولة الوحيدة التي فازت بلقب المنافسة في نسخ متتالية. لكن "بانيانا بانيانا" أثبتن في السنتين الماضيتين أنهن قادرات على تحطيم التوقعات، سواء بالفوز باللقب القاري أو بلوغ ثمن نهائي كأس العالم 2023.

 

الفوز باللقب مرة أخرى سيكون بمثابة تتويج لمسار مليء بالصبر والعمل. وسيلهم أجيالًا قادمة، وقد يجلب رعاة جدد ويمنح اللاعبات فرص احتراف إضافية كما حدث بعد التتويج باللقب الأول.

سبق لك أن كنت قائدة للمنتخب الجنوب إفريقي وأصبحت اليوم مدربته، ماذا يعني لكِ على المستوى الشخصي قيادة "بانيانا بانيانا" في نسخة جديدة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، بصفتكن حاملات للقب؟

 

إنها مكانة قوية وعميقة الدلالة، أن أكون قد شغلت منصب قائدة للفريق ثم أصبحت مدربته، وأن أدخل بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، ونحن نحمل اللقب، فهذا يحمل معاني كثيرة. كقائدة، عشت التجربة على أرض الملعب، شعرت بالضغط، والفخر، والمسؤولية بشكل مباشر. أما اليوم، كمدربة، فإنني أنقل تلك التجربة إلى الجيل الجديد بروح من التعاطف والبصيرة.

 

الدفاع عن اللقب يخلق توقعات هائلة، من الجماهير، ومن الاتحاد الجنوب إفريقي لكرة القدم، ومن اللاعبات أنفسهن. سيكون إنجازًا رائعًا للفريق بأكمله، خصوصًا وأن نيجيريا فقط هي من تمكنت من الحفاظ على اللقب من قبل، وفعلت ذلك أكثر من مرة.