كأس أمم إفريقيا للسيدات توتال إنيرجيز - الكونغو الديمقراطية أمام السنغال: مواجهة محفوفة بالمخاطر بين طموحين متقاربين

نشرت:

اقتربت لحظة الحسم، وسيحتضن ملعب البشير بمدينة المحمدية، الأحد 06 يوليو، بدءا من الساعة الثالثة مساءً (بالتوقيت المحلي)، مواجهة ذات طابع خاص وتاريخي بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز 2024. ستكون هذه مواجهة بين منتخبين قد لا يُعدّان من المرشحين في المجموعة الأولى القوية، لكنهما عازمان على قلب المعطيات وتحدي التوقعات. بالنسبة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، هي عودة كبرى بعد غياب دام 12 عامًا؛ أما السنغال، فهي فرصة لتأكيد مستوى أظهرته في النسخة الماضية.

 

تاريخان متداخلان

 

ستكون هذه المباراة هي المرة الثانية فقط التي يلتقي فيها المنتخبان في نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، فازت الكونغو الديمقراطية في نسخة 2012 بمدينة مالابو، بهدف من دون رد، سجّلته، لوسي نونو، من ركلة جزاء في الدقيقة 74. لم يتجاوز أي من المنتخبين الدور الأول، في تلك النسخة، ، بعدما خسرا أمام جنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية. وبعد 12 عامًا، يعود المنتخبان في ظروف مغايرة ولكن بطموح مشترك: فرض نفسيهما على ساحة كرة القدم النسائية الإفريقية.

 

بدأت الكفة تميل لصالح السنغال، منذ فوز الكونغو الديمقراطية في 2012. ففي شهر يوليو 2024، فازت "لبؤات التيرانغا" في مباراتين وديتين أمام الكونغو الديمقراطية في تييس (1-0 و2-0)، مما يعكس تطورًا واضحًا وبنية فنية متماسكة لدى المنتخب السنغالي.

 

هيرفي هابي: "نحن هنا لنفعل لا لنُجرّب"

 

تعتبر الرسالة واضحة وحازمة من جهة الكونغو الديمقراطية. حيث لا يؤمن المدرب، هيرفي هابي، بالمجاملات: "عندما أستقل طائرة، أريد طيارا يهبط بها، لا شخصا يقول لي: سأحاول. أنا لست هنا لأُجرّب، أنا هنا لأُنجز." الهدف واضح، والعزيمة حاضرة.

 

تعتبر هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، بالنسبة له محطة ضمن مسار طويل يمتد نحو نسخة 2026، ولكن من دون إغفال أهمية اللحظة الحالية، حيث قال: "التحضيرات كانت معقدة، لكننا الآن هنا. نحن داخل المنافسة، مركزون ومستعدون لجعل بلادنا فخورة."

 

ستشارك الكونغو الديمقراطية في النهائيات للمرة الرابعة في تاريخها، بعد نسخ 1998، 2006 و2012. أفضل إنجاز لها يبقى المركز الثالث في 1998. ومنذ ذلك الحين، غابت الكونغو عن المشهد. لكن هذا العام، ظهرت مؤشرات على صحوة، أبرزها تتويج نادي تي بي مازيمبي برابطة أبطال إفريقيا للسيدات، في شهر نوفمبر الماضي، على الأراضي المغربية، انتصار ألهم الجيل الحالي بأكمله.

 

السنغال... في طريق الصعود

 

ستخوض، السنغال، النهائيات للمرة الثالثة بعد مشاركتي 2012 و2022. كانت البداية صعبة: 0 نقاط و0 أهداف في غينيا الاستوائية عام 2012. لكن التقدم واضح. تجاوزت "لبؤات التيرانغا" في نسخة 2022 الدور الأول بعد الفوز على أوغندا (2-0) وبوركينافاسو (1-0)، قبل أن يخسرن أمام المغرب وزامبيا في ربع النهائي (1-1، ثم 2-4 بركلات الترجيح).

 

يسعى المدرب، مام موسى سيسي، الذي يقود المنتخب السنغالي منذ 2019، إلى البناء على هذا الزخم: "لقد تعلمنا. نحن نعرف منتخبنا جيدًا، ونعرف المنافسة جيدًا. هذا العام، نأتي برغبة في كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم النسائية السنغالية."

 

الطموح واضح: تجاوز ربع النهائي

 

ستكون كل مباراة حاسمة ومضاعفة الأهمية في مجموعة تضم أيضا البلد المضيف المغرب. تدرك، بارام بابو، لاعبة وسط الميدان القوية في السنغال ذلك: "نحن على وفاق، ونتمتع بروح جماعية. أمام الكونغو ستكون مواجهة صعبة. نحن نحترمهم، لكننا سنعطي 200% من طاقتنا."

 

تدعم الأرقام ذلك. فقد تلقت السنغال هدفين فقط في 5 مباريات خلال نسخة 2022. والأهم من ذلك، أظهر المنتخب السنغالي روحًا كفاحية وصلابة دفاعية قد تكون عامل الحسم. كانت، نداي أوا دياخاتي، صاحبة أول هدف للسنغال في النهائيات خلال مباراة الافتتاح أمام أوغندا في 2022. ومنذ تلك اللحظة، بدأت "لبؤات التيرانغا" يؤمنّ بحقهن في التنافس على أعلى مستوى.

 

تبدو السنغال أكثر تنظيمًا واستقرارًا، على الورق، لكن الكونغو الديمقراطية تمتلك عنصر المفاجأة، والحماس العاطفي لعودة طال انتظارها، وجيلًا مستوحى من روح نادي تي بي مازيمبي.