لمياء بومهدي: "هذه فرصة تاريخية للمغرب"

يعود منتخب المغرب، إلى الساحة الكبرى من جديد بعد ثلاث سنوات من الهزيمة المؤلمة أمام جنوب إفريقيا، في نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز 2022، ليواجه هذه المرة، نيجيريا، المنتخب الأكثر تتويجًا في تاريخ كرة القدم النسوية الإفريقية، في مدينة الرباط،.
بالنسبة لـلمدربة السابقة لمنتخب المغرب لأقل من 20 سنة، وأول امرأة تفوز بلقب رابطة أبطال إفريقيا للسيدات مع نادي تي بي مازيمبي، لمياء بومهدي، فإن هذه اللحظة تحمل دلالات عميقة على المستويين الشخصي والوطني.
مارست التدريب، لعبت، وساهمت في تطوير كرة القدم النسوية في المغرب. تقدم، لمياء بومهدي، رؤى عميقة حول مسيرة المنتخب، والتحدي القادم، وما يمثله هذا الحدث بالنسبة للأمة.
الاعتزاز بجيل ساهمت في تكوينه
تعتبر بصمة، لمياء بومهدي، واضحة في ملامح هذا المنتخب المغربي. فمن سنواتها في تنمية المواهب ضمن برنامج *الرياضة والدراسة* ومع المنتخبات الوطنية للفئات السنية، إلى مشاركتها الميدانية مع قائدات المنتخب الحالي، يرتكز ارتباطها باللاعبات على الخبرة والتوجيه.
قالت لموقع CAFOnline.com: "بصفتي مدربة سابقة في برنامج *الرياضة والدراسة* وداخل المنظومة الوطنية، أشعر بفخر هائل وأنا أرى لاعبات كنت أرافقهن في سنّ 14 أو 15 سنة، يخضن اليوم نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز."
"أتحدث هنا تحديدًا عن لاعبات مثل، مسعودي، تغناوت، زينب الرضواني، ونهيلة بن زينة. كما تربطني علاقة خاصة بلاعبات أخريات سبق أن تقاسمت معهن الميدان كلاعبة، مثل، خديجة الرميشي، عزيزة رابح، غزلان الشباك ونجاة بدري."
"رؤية هذا الجيل يتألق على الساحة القارية هو مصدر فخر هائل، ودليل واضح على أن الاستثمار في التكوين والعمل القاعدي هو أساس النجاح والاستمرارية."
احترام لنيجيريا وثقة في المغرب
ورغم أن، نيجيريا، تدخل النهائي بثقل الألقاب والتاريخ الطويل، إلا أن، بومهدي، ترى أن منتخب المغرب، لم يعد المنتخب الضعيف. فقد منحت المشاركة في كأس العالم 2023، والتقدم القاري الثابت، المغاربة نضجًا وتحولًا إلى منافس حقيقي.
وأضافت: "لا شك أن منتخب، نيجيريا، من القوى الكبرى في كرة القدم الإفريقية، بسجلها الغني وتاريخها الحافل. لكن يجب أيضًا أن نضع في الحسبان أن هذا المنتخب المغربي يبلغ نهائي كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية."
"شارك المنتخب في كأس العالم وقدم أداءً مشرفًا، مثّل من خلاله القارة الإفريقية بفخر. واليوم، صار يملك خبرة حقيقية على أعلى مستوى."
"المنتخب المغربي بات قوة حقيقية في كرة القدم النسوية الإفريقية، وقادرًا على مقارعة أقوى المنتخبات."
رسالة إلى لبؤات الأطلس: آمنّ بأنفسكنّ، وركّزن
بصفتها مدربة تذوقت طعم المجد القاري مع نادي، تي بي مازيمبي، تعرف، لمياء بومهدي، ما يتطلبه الانتصار في المباريات الكبرى. ورسالتها إلى لاعبات المدرب، خورخي فيلدا، قبل مواجهة، نيجيريا، تؤكد أن الأمر يتجاوز المباراة، ليكون لحظة لصناعة المجد.
قالت عضوة مجموعة الدراسات الفنية في "الكاف":
"من خلال تجربتي في كرة القدم الإفريقية رفيعة المستوى مع نادي، تي بي مازيمبي، أقول للبؤات الأطلس: مثل هذه المناسبات ليست مباريات فقط، بل لحظات تاريخية."
"أمام منتخب مثل، نيجيريا، تحتاجن إلى تركيز تام، وانخراط كامل في المواجهة."
"وقبل كل شيء، يجب أن تؤمنّ بأنفسكنّ، وبقوتكنّ الجماعية. لقد أثبتنّ بالفعل أنكنّ قادرات على مجاراة أفضل المنتخبات. لذلك، العبنّ بقلب، بانضباط، وطموح. أنتنّ تحملنّ أحلام أمة بأكملها، لكن الأهم أنكنّ تكتبن تاريخكنّ الخاص."
رهان على الجماهير والذكاء التكتيكي
وبالنظر إلى ما بعد صافرة النهاية، ترى، بومهدي، أن الوعي التكتيكي، والتحكم في المشاعر، والدعم الجماهيري، يمكن أن ترجّح كفة، المغرب.
قالت: "لكل منتخب نقاط قوة ونقاط ضعف. وأنا واثقة من أن الطاقم التقني المغربي قام بتحليل دقيق لطريقة لعب منتخب، نيجيريا. في نظري، المنتخب الذي سيظل مركزًا حتى الدقيقة الأخيرة، ويستثمر فتراته القوية، ويتعامل بذكاء مع لحظاته الصعبة، سيكون هو الفائز."
"يمتلك، المغرب، أفضلية كبيرة، تتمثل في الدعم الجماهيري غير المشروط، حيث ستمتلئ المدرجات بالمناصرين الذين سيدفعون اللاعبات إلى الأمام. هذا النوع من الدعم يمكنه أن يصنع الفارق، خاصة من الناحية الذهنية والنفسية."
ومع اقتراب، "لبؤات الأطلس"، من موقعة الحسم أمام، نيجيريا، تؤمن، لمياء بومهدي، أن العودة إلى نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، ليست مجرد مباراة، بل ثمرة سنوات من الإيمان، والعمل، وفرصة لصناعة التاريخ.