سيباستيان ديسابر: "أمر حتمي أن تكون متورطا بنسبة 150% في مهنة التدريب"

تطرق مدرب جمهورية الكونغو الديمقراطية ، سيباستيان ديسابر، مُنشط نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، كوت ديفوار 2023، توتال إنيرجيز، خلال حديثه مع موقع Cafonline.com إلى مواضيع متنوعة، قبل انطلاق ندوة المدربين الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، الخميس 11 سبتمبر، في أبيدجان.
تُعتبر، كوت ديفوار، مسرح إنجازات "الفهود" خلال النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، وأول محطة للمدرب الفرنسي في الأراضي الإفريقية. بين الذكريات والطموحات، يشارك المدرب، ديسابر، الذي يلقبه الشعب الكونغولي بـ "ماسيبا ويتي" (معناها "العم العزيز")، أفكاره حصريا.
Cafonline.com : مضى الآن عامان منذ أن توليتم الإشراف على "الفهود"، كيف تشعرون في مهامكم كمدرب للمنتخب الكونغولي؟
سيباستيان ديسابر: أشعر بمتعة كبيرة في العمل مع منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية. لقد تمكنا من خلق بيئة عمل ملائمة للأداء، من خلال منح دفعة جديدة من حيث الإدارة وإقامة تفاعلات جديدة مع اللاعبين والاتحاد الكونغولي. بدعم من الوزارة، لدينا القدرة على العمل بشفافية ومعرفة القواعد التي تحكم نشاطنا. في نهاية كل تربص، يُعد تقرير أشارك فيه تأملاتي وأتطرق مجالات التحسين. نحن نسعى للتقدم من تربص إلى آخر لتطوير وتصحيح العناصر التي تمت إدارتها بشكل غير صحيح.
أنتم حاليا في سلسلة من ست مباريات من دون هزيمة في تصفيات كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، ما هي عناصر هذا النجاح؟
في المنتخب، الأمور تتطور بسرعة. نحن على هذه السلسلة ولكننا نتطلع بالفعل إلى التحديات القادمة مع المباراة أمام تنزانيا. هذه الإحصائيات تشير إلى أننا في ديناميكية جيدة. ومع ذلك، فإن هذه البيانات تكون مفيدة أساسا للإعلاميين والمشجعين. نركز انتباهنا على أهدافنا. عندما تنتهي مباراة، نفكر بالفعل في المباراة التالية ونفكر في الفوز بها، قبل أن نستخلص الاستنتاجات في نهاية مسيرتنا. هذا يعني أننا لم نفز أبدا بمباراة بنتيجة خمسة مقابل صفر. هناك مجالات لا تزال بحاجة إلى تحسين، ولكن لدينا أيضا القدرة على تحقيق الانتصارات في مبارياتنا.
لقد بدأتم مسيرتكم كمدرب في عام 2006. ما الذي دفعكم لاختيار هذه المسيرة؟ وما التغييرات الكبرى التي لاحظتموها منذ ذلك الوقت؟
أقول إن (عقلية) اللاعبين قد تغيرت، إلى جانب كل ما يرتبط بذلك مثل وسائل التواصل الاجتماعي. لم يعد أسلوب الإدارة كما كان من قبل. يجب أن تواكب التطورات. من الناحية الفنية البحتة، شهدت اللعبة تطورا كبيرا. اليوم، تصوري لكرة القدم يختلف تماما عن ذلك الذي كان لدي في بداية مسيرتي. في البداية، ارتكبت أخطاء سمحت لي بالتعلم والنمو. بفضل هذه الأخطاء، وصلت اليوم إلى هذا المستوى من الخبرة في إفريقيا. وبما أنني قضيت وقتا أطول على القارة مقارنة بمعظم لاعبيَّ، أعتبر ذلك ميزة أساسية لتحقيق أهدافنا مع منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية.
بدأتم مسيرتكم التدريبية على الأراضي الإفريقية مع نادي أسيك ميموزا. والآن أنتم هنا مرة أخرى في كوت ديفوار قبل ندوة المدربين الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف".
إنه تلميح من القدر. صحيح أنني عشت هنا في السابق مع عائلتي، حيث كان أبنائي صغارا جدا في ذلك الوقت، وقد كبروا كثيرا منذ ذلك الحين. هذا يذكرني بذكريات جميلة. قضينا سنوات رائعة هنا مع شعب مضياف للغاية. لقد احتفظنا بالكثير من الأصدقاء. ومن ثم، هناك إضافة كرز صغيرة على الكعكة، وهي أن كل مرة أعود فيها هنا، سأتذكر أنه على هذه الأراضي التي حققنا فيها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية إنجازات رائعة. ما عشنا وشاركناه في كأس أمم إفريقيا، كوت ديفوار 2023، توتال إنيرجيز، هو رابط قوي يجمعنا. ونحن نتطلع إلى إعادة عيش تلك اللحظات الجميلة. نعمل من أجل ذلك! لقد كانت لحظة سحرية في مسيرة لاعب ومدرب، ومشاركة كل ذلك مع الشعب الكونغولي، لا تقدر بثمن.
ما الذي تقدرونه أكثر في مهنتكم؟
شخصيا، ما أحببته أكثر هو المباريات بالإضافة إلى التحضير التكتيكي والتقني خلال الحصص التدريبية. من المهم تنفيذ الاستراتيجيات والعمل على تطبيقها. بعد ذلك، يمكننا تقييم فعاليتها على أرضية الملعب. إذا لم تعمل بعض العناصر بشكل صحيح خلال المباراة، فإنه من الضروري إجراء التعديلات، فهذا جزء من مسؤولياتنا.
أن تقول إنك تحضر بأعلى مستوى ممكن، وتفكر في تنفيذ شيء ما، وعندما ينجح ذلك، فهو مصدر سعادة.
في الوقت الحاضر، غالبا ما يُنظر إلى المدرب كالشخصية الثانية الأكثر أهمية في بلد ما، بعد رئيس الجمهورية. هل يمكن أن يُنظر إلى هذا الدور على أنه عبء صعب تحمله؟
الوجود في المقدمة يعني قبول بعض الضغوط. عندما تكون هذه الضغوط سلبية، لا يعني ذلك أنه يجب تغيير المسار، بل على العكس. بالطبع، لا تسير الأمور دائما كما نرغب، لكن المهم هو أن نتذكر أنه في الأدوار المكشوفة والهامة، من الضروري أن تكون متورطا بنسبة 150% في هذه المهنة حتى لا تندم على اللحظات التي تسير فيها الأمور بشكل خاطئ. كرة القدم ليست علما دقيقاً. لذلك، من الضروري بذل كل جهد ممكن، لكي عند النظر إلى نفسك في المرآة، يمكنك أن تؤكد أنك قد قمت بكل ما هو ممكن.